للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشاهد؛ ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ، ولعلّ أحدَكم ألحن بحجته من الآخر فأقضي له نحو ما أسمع)) (١).

٢ - الظلم لمن شهد له؛ لأنه ساق إليه ما ليس بحق بسبب شهادة الزور، فوجبت له النار لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً بقوله فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها)) (٢).

٣ - الظلم لمن شهد عليه حيث أخذ منه ماله أو حقه بالشهادة الكاذبة، فيتعرض الشاهد بذلك لدعوة المشهود عليه بغير الحق ظلماً، ودعوة المظلوم مستجابة لا تُرَدُّ، وليس بينها وبين الله حجاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثة لا تردّ دعوتهم ... )) وذكر منهم (( ... دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الربُّ: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين)) (٣)،وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرَّم عليه الجنة) فقال له رجلٌ: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: ((وإن قضيباً من


(١) أخرجه البخاري، كتاب الأحكام، باب موعظة الإمام للخصوم، برقم ٧١٦٩، ومسلم، كتاب الأقضية، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة، برقم ١٧١٣.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب من أقام البينة بعد اليمين، برقم ٢٦٨٠.
(٣) أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب، برقم ٣٥٩٨، وقال: ((هذا حديث حسن))، وابن ماجه، كتاب الصيام، باب في الصائم لا ترد دعوته، برقم ١٧٥٢، وقال عنه الألباني في صحيح الترمذي، برقم ٢٥٢٦: ((صحيح دون قوله مم خلق الخلق؟)).

<<  <   >  >>