للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أراك)) (١).

٤ - تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة بالشهادة الباطلة، وذلك يسبب للناس الرغبة في ارتكاب الجرائم اتكالاً على وجود شهادة الزور.

٥ - يترتب على شهادة الزور انتهاك المحرمات، وإزهاق النفوس المعصومة، وأكل الأموال بالباطل، والحاكم والمحكوم له وعليه بالباطل خصماء لشاهد الزور عند أحكم الحاكمين يوم القيامة.

٦ - يحصل بشهادة الزور تزكية المشهود له وهو ليس أهلاً لذلك، ويحصل بها جرح المشهود عليه بالباطل، والتزكية شهادة للمزكى، فإذا كان حال المزكى وواقعه بخلاف مضمون التزكية؛ فإن المزكي شاهد بالزور حيث شهد بخلاف الحق، أو بما لا يعلم حقيقته.

فكذلك شاهد الزور و٠هو مُزَكٍّ للظالم، ومُجَرِّحٌ للمظلوم.

٧ - يترتب على شهادة الزور القول في دين الله بغير حق وبغير علم؛ فإن ذلك من أعظم الفتن، ومن أخطر أسباب الصدّ عن سبيل الله، ومن أفحش عوامل الضلال للناس، وهو من الجرأة على الله، ومن أوضح الأدلة على جهل قائله خاصة إذا تبيّن له الحق فلم يرجع إليه، أو على نفاقه وإلحاده، قال الله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى الله الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (٢).فما أكثر شهادة الزور اليوم، ومثلهم الذين يحرّمون ما أحل الله لهم من طعام أو غيره.


(١) أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وعيد من اقتطع حق مسلم بيمين، برقم ١٣٧.
(٢) سورة النحل الآية: ١١٦.

<<  <   >  >>