للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: ((مباركاً)) أي: متزايداً كثير الخير (١).

٣ - ((ملءَ السمواتِ، وملءَ الأرض، وما بينهما، ومِلءَ ما شئت من شيء بعدُ، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلُّنا لك عبدٌ، اللَّهمَّ لا مانع لما أعطيتَ، ولا مُعطي لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ)) (٢).

قوله: ((ملءَ السموات، وملءِ الأرض)): الله سبحانه محمود على كل شيء؛ على كل مخلوق يخلقه، وعلى كل فعل يفعله؛ ولأن المخلوقات تملأ السموات والأرض، فيكون الحمد حينئذ مالئاً للسموات والأرض، فالمُصلِّي يستحضر بهذا الذكر أن الله محمود على كل فعل فعله، وعلى كل خلق خلقه.

وقوله: ((وَمِلْءَ ما شئت من شيء بعدُ)) أي: بعد السموات والأرَضين: كالكرسي، والعرش، وما تحت الأرَضين مما لا يعلمه إلا الله، ولا يحيط به سواه، والمراد الاعتناء في تكثير الحمد، وفي هذا اللفظ إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استفراغ المجهود فيه، وأنه - صلى الله عليه وسلم - حَمِدَه مِلءَ السموات والأرض، وملءَ ما بينهما، ثم ارتفع فأحال الأمر فيه على المشيئة، وليس وراء ذلك الحمد منتهى (٣).


(١) انظر: العلم الهيب في شرح الكلم الطيب، ص ٢٩١، وشرح حصن المسلم بتصحيح المؤلف، ص ١٠٦.
(٢) مسلم، كتاب الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم ٤٧٧.
(٣) انظر: الشرح الممتع، ٣/ ١٤١ - ١٤٣، والمنهل العذب، ٥/ ١٧٠، والعلم الهيب، ص ٢٨٨، وشرح حصن المسلم بتصحيح المؤلف، ص ١٠٧.

<<  <   >  >>