للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

*الإسلامي، واشتبك مع قوى التحالف خارج الحصن، وأسفر الاشتباك عن انتصار المسلمين، والواقع أن الخطة العسكرية التي فرضها خالد على المتحالفين، والتي أدت إلى توزيع قواتهم في اتجاهين متعاكسين ومتباعدين، بالإضافة إلى انسحاب أكيدر بن عبد الملك صاحب الحصن من قوى التحالف، بسبب اختلاف وجهات النظر حول التعامل مع المسلمين١؛ قد أثر على نتيجة المعركة، واقتحم المسلمون الحصن، وقتلوا من بداخله من المقاتلين، وتم هذا الفتح في "٢٤ رجب ١٢هـ/ ٤ تشرين الأول ٦٣٣م"٢.

معركة الحصيد ٣:

أقام خالد في دومة الجندل، وأرسل الأقرع بن حابس إلى الأنبار، فتراجع اندفاع

المسلمين في العراق، وقد لاحظ الفرس ذلك، فنهضوا لاستعادة ما فقدوه من

مدن وقرى، وطرد المسلمين من المنطقة، وقد نسقوا مع القبائل العربية الموالية لهم، وهكذا خرج جيشان فارسيان من بغداد٤ باتجاه الأنبار. الأول بقيادة زرمهر، وقد توجه إلى الخنافس٥، والثاني بقيادة روزبة، وقد سار إلى الحصيد.

كان الزبرقان بن بدر حاكم الأنبار٦ يتتبع تحركات الفرس، وحلفائهم من العرب، فكتب إلى القعقاع بن عمرو في الحيرة، يشرح له الوضع الميداني، فأرسل هذا قوتين عسكريتين إلى الحصيد بقيادة أعبد بن فدكي السعدي، وإلى الخنافس بقيادة عروة بن الجعد؛ لقطع الطريق على الفرس.

لم ير الفرس ما يستوجب الدخول فورًا في معركة، وإنما انتظروا قدوم حلفائهم من عرب ربيعة، فأعطى هذا التباطؤ في التحرك فرصة للمسلمين استغلوها بنجاح، وكان خالد قد عاد في غضون ذلك إلى الحيرة مع عياض بن غنم، فأرسل قوة عسكرية بقيادة أبي ليلى بن فدكي السعدي إلى الخنافس للاصطدام بزرمهر، وأخرى بقيادة القعقاع إلى الحصيد للاصطدام بروزبة، وخرج هو على رأس قوة عسكرية إلى عين التمر تمهيدًا للتدخل عند الضرورة.


١ الطبري: ج٣ ص٣٧٨.
٢ المصدر نفسه: ص٣٧٨، ٣٧٩.
٣ الحصيد: موضع في أطراف العراق، وهو واد بين الكوفة والشام، الحموي: ج٢ ص٢٦٦.
٤ كانت بغداد آنذاك قرية في شمال المدائن.
٥ الخنافس: أرض للعرب في طرف العراق قرب الأنبار من ناحية البردان. الحموي: ج٢ ص٣٩١.
٦ كان الأقرع بن حابس لم يصل إليها بعد.

<<  <   >  >>