للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- انتشار النصرانية في ربوع بني تميم بتأثير ما كان سائدًا من مذاهب

نصرانية في الجزيرة الفراتية، وشمالي بلاد الشام.

- تعدد الولاءات في صفوف القبيلة، سياسيًا بين الاستقلالية، وبين الهيمنة الفارسية أو البيزنطية، ودينًا بين الوثنية والنصرانية.

- ظل المركز الممتاز لبني تميم محفوظًا حتى السنين الأخيرة من العصر الجاهلي، بدليل أن التميمي الأخير الذي كان يمارس وظيفة القاضي الفخرية، في سوق عكاظ، هو الأقرع بن حابس.

في ظل هذه الظروف، ونتيجة لانتشار الإسلام في ربوع الجزيرة العربية، قدم وفد بني تميم إلى المدينة، في عام "٩هـ/ ٦٣٠م" لتقديم الطاعة، والولاء وإعلان دخول التميميين في الإسلام، وضم الوفد بعض أشرافهم مثل عطارد بن حاجب بن زرارة، والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، ولم يكن مالك بن نويرة ضمن أعضاء الوفد، والإشارات التي تذكر أنه توجه بمفرده إلى النبي لاعتناق الإسلام قد تكون صحيحة؛ لأن النبي عينه عاملًا على صدقات عشيرته بني يربوع، وردهم النبي إلى قومهم راضية نفوسهم١.

واختلف بنو يربوع بعد وفاةو النبي حول أداء الزكاة إلى أبي بكر، أو قسمتها بين الناس، وفاجأتهم سجاح في هذا الوقت، مقبلة من أرض الجزيرة بالعراق يحيط بها رهطها من بني تغلب على رأس جيش من ربيعة، والنمر وأياد وشيبان،

تريد غزو المدينة، مما أدى إلى ازدياد الانقسام فيما بينهم.

وكانت سجاح قد تنبأت بعد وفاة النبي أسوة بغيرها من المتنبئين، بدافع العصبية أو بحب الظهور، فاستجاب لها الهذيل بن عمران في بني تغلب، وترك التنصر، ولم تجد إلا القليل من التجاوب عند قومها.

ولما وصلت إلى الحزن٢ راسلت بطون تميم، ودعتهم إلى الموادعة والمعاضدة، واستقطبت، بما بشرت به من ادعاءات، بني مالك برئاسة وكيع بن مالك، وبني يربوع بزعامة مالك بن نويرة٣.

استغل مالك بن نويرة هذه القوة للقضاء على خصومه من عشائر بني تميم، فصرفها عن مهاجمة المدينة، وأقنعها بمهاجمة بني الرباب، غير أنها منيت بهزيمة


١ ابن سعد: ج١ ص٢٩٣، ٢٩٤، الطبري: ج٣ ص١١٥.
٢ الحزن: بلاد يربوع من جهة الكوفة، وهي أطيب البادية مرعي، الحموي: ج٢ ص٢٥٤، ٢٥٥.
٣ الطبري: ج٣ صس١١٥.

<<  <   >  >>