للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعني: لكونها غرائب؛ لأن الغرائب هي التي يُخشى من الخطأ فيها، بخلاف الأحاديث المشاهير المتابع عليها.

وحكى البرذعي (١) أيضاً عن أبي زرعة، أنه قال:

" زياد البكائي، يهم كثيراً، وهو حسن الحديث ".

ومن يهم كثيراً، فهو ضعيف.

وقال أبو حاتم الرازي (٢) :

" أبو إسرائيل المُلائي، حسن الحديث، جيد اللقاء، له أغاليط، لا يحتج بحديثه، ويُكتب حديثه، وهو سيء الحفظ ".

ومن ذلك:

روى الخليلي في الإرشاد (٣) :

عن محمد بن موسى الباشاني، عن الفضل بن خالد أبي معاذ، عن نوح بن أبي مريم، عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن يعقوب بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو ـ مرفوعاً ـ: "يخرج الدجال في آخر الزمان، فيلبث أربعين ... " ـ الحديث.

ثم قال الخليلي:

"لم يروه عن داود إلا نوح ـ وإن كان ضعيفاً (٤) ـ، والحديث غريب جداً، حسن، لم يروه غير الباشاني".


(١) ٢/٣٦٨) .
(٢) " الجرح والتعديل " (١/١/١٦٦) .
(٣) ٣/٩١٢ - ٩١٣) .
(٤) بل؛ هو كذاب معروف.

<<  <   >  >>