للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقلت: كذب، والله الذي لا إله إلا هو.

فذهب، ثم لقيني بعد، فقال: ما وجدت له عندي أصلاً؛ فرجع عنه! !

***

وكان رواة الحديث يعرفون شأن نقاده، ويقدرونهم قدرهم، ويُنزلونهم منزلتهم، فكانوا يرجعون إليهم ويسألونهم عن أحوال أنفسهم وأحاديثهم، وإذا بينوا لهم الخطأ رجعوا عنه، ولم يحدثوا به بعد.

فكل راوٍ من الرواة كان يعلم أن نقاد الحديث وجهابذته أعلم بحديثه: صحيحه وسقيمه، ومحفوظه ومنكره؛ وأعلم بحاله: ثقتِه وضعفهِ؛ من نفسه التي بين جنبيه.

قال ابن معين (١) :

قال لي إسماعيل بن عُليَّة يوماً: كيف حديثي؟ !

قلت: أنت مستقيم الحديث.

فقال لي: وكيف علمتم ذاك؟ !

قلت له: عارضنا بها أحاديث الناس، فرأيناها مستقيمة.

فقال: الحمد لله، فلم يزل يقول: الحمد لله، ويحمد ربه، حتى دخل دار بشر بن معروف ـ أو قال: دار البختري ـ، وأنا معه! !

وقال ابن أبي حاتم (٢) : رأيت كتاب؛ كتبه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف


(١) "سؤالات ابن محرز" (٢/٣٩) .
(٢) "تقدمة الجرح والتعديل" (ص ٣٣٦) .

<<  <   >  >>