للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جريج، عن ابن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قرَّبت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خبزاً ولحماً، فأكل، ثم دعا بوضوء، فتوضأ به، ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه، فأكل، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ.

وبهذا أيضاً؛ أعله الإمام أبو حاتم الرازي؛ قال (١) :

"هذا حديث مضطرب المتن؛ إنما هو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل كتفاً ولم يتوضأ؛ كذا رواه الثقات عن ابن المنكدر، عن جابر؛ ويحتمل أن يكون شعيب حدَّث به من حفظه، فوهم فيه" (٢) .

قلت: ووجه الاختصار:

أن قول شعيب في روايته: "آخر الأمرين"، ليس على معنى التراخي، فيكون الفعل المتأخر ناسخاً للمتقدم؛ وإنما معناه: آخر الفعلين في هذه الواقعة المعيَّنة: كان عمله الأول فيها أنه توضأ بعد أكله مما مست النار، وعمله الثاني أنه

صلى بعد أكله دون أن يتوضأ، وقد يكون إنما توضأ في الأولى للحدث لا للأكل، وعليه؛ فلا دلالة في الحديث على النسخ.

وقد قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٣) ، شارحاً لإعلال أبي داود وغيره لهذا الحديث بالاختصار؛ قال:

"قال أبو داود وغيره: إن المراد بالأمر هنا: الشأن والقصة، لا


(١) "علل الحديث" لابنه (١٦٨) .
(٢) وكذلك؛ ذهب ابن حبان في "الصحيح" (٣/٤١٧) إلى كونه مختصر.
(٣) "فتح الباري" (١/٣١١) .

<<  <   >  >>