فقلت له: حدثنا به أبو السائب سلم بن جنادة السوائي، عن أبي أسامة؟
فقال: أبو السائب؛ روى هذا؟!
فقلت: نعم! هو حدثنا به!
وقال لي أبو زرعة: كان أبو هشام الرفاعي يرويه أيضاً، فسألت أبا هشام أن يخرج إلى الكتاب؛ ففعل، فرأيته في كتابه بين سطرين بخط غير الخط الذي في الكتاب.
ثم قال لي: ما ظننت أن أبا السائب يروي مثل هذا ـ أو نحو ما قال أبو زرعة.
وأعاد عليَّ غير مرة: هذا حديث أبي كريب " اهـ.
فأنت ترى الأئمة قد تتابعوا على إنكار هذا الحديث على أبي كريب، وعلى التصريح بأنه حديثه، ليس حديث غيره، وأنه هو المخطئ فيه، رغم أنه المتن محفوظ ثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ومع ذلك؛ فقد جاءت متابعات لأبي كريب، وقد وقف عليها الإمام البخاري وكذا أبو زرعة، كما تقدم، ومع ذلك فلم يعتدا بها، ولا دفعا بمقتضاها التفرد عن أبي كريب، ولا قويا روايته بها، بل صرحا ـ مع ذلك ـ بأن الحديث حديثه، وأشارا إلى أن من رواه عن أبي أسامة غير