للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الباب إنما يقوم على موقوفات على الصحابة وبعض التابعين، فقد رُوي ذلك عن عثمان وابن عباس وابن الزبير، ثم عن عمر بن عبد العزيز.

ورُوي مرسلاً، من مرسل الشعبي وعطاء (١) .

فهذا؛ أعلى ما في الباب، فإذا بابن لهيعة يأبى إلا أن يأتي به مسنداً مرفوعاً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

والعجب!! أنه جاء له بإسناد كالشمس، فقال: " عن محمد بن المنكدر عن جابر "، ولو كان هذا الحديث من حديث ابن المنكدر، وأنه حدث به فعلاً، لرواه عنه أصحابه العارفون به ـ أو بعضهم على

الأقل ـ كالسفيانين وغيرهما.د

ولهذا؛ عده ابن عدي من مناكيره في ترجمته من " الكامل " (٢) .

ولما سأل ابن أبي حاتم أباه عنه (٣) ، قال أبو حاتم:

" هذه حديث موضوع ".

وهذا الحديث؛ قد رواه ضعيف آخر، واسمه: عيسى بن عبد الله الأنصاري، فجاء له بإسناد آخر،

فقال: " عن نافع، عن ابن عمر "، وهذا من أنكر شيء يُروى، فلو كان هذا من حديث نافع لما تفرد هذا الضعيف به عنه؛ ولهذا أنكره عليه ابن حبان في " المجروحين " (١/١٢١) وابن عدي


(١) راجع " المصنف " لعبد الرزاق (٣/١٩٣) و " السنن الكبرى " للبيهقي (٣/٢٠٥) و " شرح السنة للبغوي " (٤/٢١٢) و " الصحيحة " للشيخ الألباني (٢٠٧٦) .
(٢) " الكامل " (٤/١٤٦٥) .
(٣) في " العلل " (٥٩٠) .

<<  <   >  >>