للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حديث باطل بهذا الإسناد ".

فالحديث؛ ليس من حديث الثوري أصلاً.

على أنه لو كان من رواه عن الثوري ـ غير خالد ـ ثقةً؛ لما صح؛ ـ والحالة هذه ـ أن تصحح

رواياتهم، أو يقوى بعضها بعضاً؛ لما سبق من أن كل من رواه عن الثوري ـ غير خالد ـ، إنما أخذه عن

خالد، ثم دلسه، فعاد الحديث حينئذ إلى خالد الوضاع، وصارت هذه المتابعات صورية، لا حقيقة لها في

الواقع، فكيف وهو ضعفاء؟!

وقد سبق الإشارة إلى أن الشيخ الألباني ـ حفظه الله ـ قد أعل هذه المتابعات بتلك العلة، وأنه قال في متابعة أبي قتادة الحراني ما نصه:

" يحتمل احتمالاً قوياً أن يكون تلقاه عن خالد بن عمرو، ثم دلسه، كما قال ابن عدي (١) في متابعة ابن كثير ".

وأما المرسل المذكور؛ فلو صح أنه مرسل، وليس معضلاً كما في بعض الروايات، لما صلح أيضاً لتقوية الحديث؛ لتقاعد الروايات الأخرى عن حد الاعتبار.

بل الظاهر؛ أن هذا المرسل هو أصل هذا الحديث، وأنه لا يصح إلا مرسلاً (٢) .

ومثال الشاهد:

حديث: أبي الزبير، عن جابر، أن أم مالك كانت تُهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) كذا؛ وقائل هذا إنما هو العقيلي، فتنبه.
(٢) انظر: أمثلة أخرى، في " الضعيفة " (٢/٨٨-٩٦-٩٧) و " المنار المنيف " (ص ٢٢) .

<<  <   >  >>