للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهذا ما أشار إليه الإمام أحمد في قوله: " ... وقدم ابن أبي شيبة مرة ... ".

فأنت ترى؛ أن الأزدي، لم يتفرد بقوله: " أصله عن شعبة باطل، وإنما هو عن الحسن بن عمارة "، حيث إن هؤلاء الأئمة قد سبقوه إلى القول إجمالاً.

وأنظر: أمثلة من تلك الأحاديث التي انقلبت عليه، في ترجمته من " الضعفاء " للعقيلي (٤/١٩٥)

و" الكامل " لابن عدي (٦/٢١٦٠) و " سؤالات أبي زرعة " للبرذعي (٢/٣٣١ - ٣٣٢) .

وبهذا؛ تدرك مدى تسامح الحافظ ابن حجر ـ عليه رحمة الله ـ في " التقريب "؛ حيث قال في مصعب بن سلام " صدوق له أوهام "؛ فإن هذا القول على ما فيه من تسامح واضح، غير موفٍ بحال الرجل؛ لأن خطأه من نوع خاص، فكان على الحافظ أن يبين هذا النوع من خطئه في عبارته، حتى يتجنب ما كان بسبيله.

هذا؛ ولو كان هذا الحديث من حديث شعبة؛ لعرف عند أصحابه الثقات ـ وما أكثرهم ـ؛ ولما تفرد به مصعب بن سلام عنه، مع ما عُلم من خفة ضبطه في الجملة، وفي تخليطه إذا روى عن شعبة خاصة.

وبالله التوفيق (١) .


(١) ومن الأمثلة أيضاً: حديث " أنا مدينة العلم وعلى بابها ".
وانظر: " الفوائد المجموعة " (ص ٣٤٨ - ٣٥٢) بتعليق المعلمي اليماني، وكذا " المجروحين " (٢/١٥١-١٥٢) و " سؤالات البرذعي " (٢/٥١٩-٥٢٠) .
وانظر: أمثلة أخرى في " الضعيفة " (٥٨٣) (١٣٣٤) (٢٢٧١) .

<<  <   >  >>