للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد ذكر الأئمة أن تلك الأحاديث التي يرويها أبو التقي عن عبد الله بن سالم، إنما أخذها من كتاب ابن زبريق، وأنه لُقن إياها، ولم يكن يحفظ.

قال أبو حاتم الرازي:

" كان في بعض قرى حمص، لم أخرج إليه، وكان ذكر أنه سمع كتب عبد الله بن سالم الزبيدي، إلا أنها ذهبت كتبه، فقال: لا أحفظها، فأرادوا أن يعرضوا عليه، فقال: لا أحفظ، فلم يزالوا به حتى لان، ثم قدمتُ حمص بعد ذلك بأكثر من ثلاثين سنة، فإذا القوم يروون عنه هذا الكتاب، وقالوا: عُرض عليه كتاب ابن زبريق ولقنوه، فحدثهم بهذا، وليس هذا

عندي بشيء؛ رجل لا يحفظ، وليس عند كتاب!! ".

حكاه: ابن أبي حاتم عن أبيه في " الجرح والتعديل " (١) ، وحكى أيضاً نحوه عن محمد بن عوف الحمصي.

فهذا؛ يدل على أن متابعة أبي التقي راجعة إلى رواية ابن زبريق، فلا متابعة، وابن زبريق قد عرفت حاله وحال روايته.

وبهذا؛ لا يعتمد على الرواية الزائدة (٢) .

لكن؛ قال المزي في ترجمة " يحيى بن جابر الطائي " (٣) :


(١) " الجرح والتعديل " (٣/١/٨) .
(٢) ولأبي التقي حديث آخر، شأنه كشأن هذا، واغتر بعض الأفاضل فأثبت المتابعة بمقتضى روايته. راجع: " صحيح ابن حبان " (٦٧٦١) و " الصحيحة " (١١٦٣) .
(٣) " تهذيب الكمال " (٣١/٢٤٩) .

<<  <   >  >>