للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المعلوم أن نقاد الحديث كثيراً منا يحكمون على أحاديث أخطأ فيه بعض الرواة، بأنها "ضعيفة جداً"، أو " باطلة "، أو " منكرة "، أو " لا أصل لها "، أو " موضوعة "، مع أن رواتها الذين أخطئوا فيها، لم يبلغوا في الضعف إلى حد أن يُترك حديثهم، بل أحياناً يُطلقون هذه الأحكام الشديدة على أحاديث أخطأ فيها بعض الرواة الثقات، غير متقيدين بحال الراوي المخطيء، بل معتبرين حال الرواية سنداً ومتناً، ونوع الخطأ الواقع فيهما، أو في أحدهما.

فمن ذلك:

ما رواه الإمام أحمد (١) : حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال حدثني عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسال قال: قال رجل من اليهود: انطلق بنا إلى هذا النبي.

قال: لا تقل: النبي؛ فإنه لو سمعها كان له أربعة أعين ـ وقص الحديث ـ، فقالا: نشهد أنك رسول الله (٢) .

ذكر عبد الله ابن الإمام أحمد، عن أبيه، أنه قال:

" خالف يحيى بن سعيد غير واحد (٣) ،

فقالوا: " نشهد أنك نبي "؛ ولو


(١) رواه عنه ابنه في "العلل" (٤٢٨٦) ، وهو في "المسند" (٤/٢٤٠) . وذكر الخلال في "جامعه" في كتابه "أهل الملل والردة" (٢/٣٧٣) من طريق عبد الله بن أحمد في "العلل".
(٢) زاد فيه "العلل": " - صلى الله عليه وسلم - "، وأظنها زيادة ناسخ؛ فهي ليست عند الخلال، ولا في "المسند".
(٣) منهم: غندر، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن إدريس، وأبو أسامة، والطيالسيان.

أخرجه: أحمد (٤/٢٣٩) . والترمذي (٢٧٣٣) ، وابن ماجه (٣٧٠٥) ، والنسائي في "الكبرى" (تحفة ٤/١٩٢) ، وانظر: المحدث الفاصل "للرامهرمزي" (ص ٢٤٨) .

<<  <   >  >>