للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشاهد من هذا الاستطراد: أن المخطئ في هذا الحديث هو الفضل بن موسى السيناني وهو ثقة من الثقات، ومع ذلك؛ فقد أنكر الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ حديثه هذا الإنكار الشديد؛ فدل ذلك على أن الخطأ إذا تحقق من وقوعه ـ ولو من الثقات ـ كان الحديث شاذاً منكراً، لا يُعتبر به، ولا يُشتغل به.

ومن ذلك:

قال المروذي (١) :

" سألت أحمد عن حديث: عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمرة، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه مسح على الجبائر.

فقال: باطل، ليس من هذا شيء؛ من حدث بهذا؟

قلت: ذكروه عن صاحب الزهري.

فتكلم فيه بكلام غليظ " اهـ.

وصاحب الزهري؛ هو: محمد بن يحيى الذهلي، الإمام الحافظ المعروف، لقب بذلك لجمعه حديث الزهري واعتنائه به، وقد أنكر الإمام أحمد هذا الحديث عليه، بل أنكره قبل أن يسأل عن راويه؛ فثبت المطلوب من أن المنكر أبداً منكر، بصرف النظر عن حال راويه.

وقد سئل الإمام ابن معين (٢) عن هذا الحديث أيضاً، فأجاب بمثل جواب الإمام أحمد.


(١) " العلل ومعرفة الرجال" (٢٧٠) .
(٢) فيما حكاه عبد الله بن أحمد في " العلل " (٣٩٤٤) .

<<  <   >  >>