هذا في أربعة وخمسين موضعا، علما أن صحبة كثير من الصحابة ثبتت بالأحاديث، كما بينه من ترجم لهم بعده، أو يذكر حديثا يرد فيه التصريح بصحبة الصحابي ورؤيته الرسول صلى الله عليه وسلم.
من منهجه أيضا أنه غالبا ما يحيل على المصدر الذي نقل منه دون أن يصرح باسمه، مما أضناني في البحث عن النقل خصوصا إذا كان له عدة مؤلفات كالدارقطني والخطيب البغدادي. ولم يصرح باسم الكتاب إلا في تسعة وستين موضعا. والمتصفح لفهرس الكتب الواردة في متن المستدرك يدرك أسماء هذه الكتب، وكم من مرة اعتمد ابن الأمين على الكتاب الواحد. كما أن من هذه المصادر ما انفرد ابن الأمين بالنقل عنها، وضنت بها حتى المصادر التي ألفت في هذا المجال بعده كابن الأثير، والذهبي، وابن حجر مثلا، بل إن من هذه المصادر ما لم أجد له ذكرا خلال بحثي وتجريدي لأغلب كتب التراجم والحديث المغربية والمشرقية، منها: فوائد ابن عائذ، وفوائد ابن البناء، وفوائد ابن إسماعيل.
ومستدرك ابن الأمين منه ما هو مستدرك على أبي عمر من أبي عمر، كأن يكون ذكر الصحابي مع أبيه، أو مع ابنه، أو ابنته، أو أخيه، أو ذكره في الكنى ولم يترجم له في بابه ومنها ما هو مستدرك استدراكا صرفا على ابن عبد البر. وزيادات أبي القاسم ابن بشكوال على ابن الأمين تأتي في أبوابها من الحروف مذيلة بعبارة «قاله خلف» قال د/محمد يسف: (وليس بالقليل، بل يمكن تجريد مستدرك لابن بشكوال من هذه النسخة)(١٥).
أما عن أسلوب ابن الأمين فهو أسلوب مقتضب، يقتصر في الترجمة على سرد الأسماء وذكر مظانها.
وقد رجع ابن الأمين إلى كتب الأنساب، والمشتبه لضبط أسماء الرجال والنساء والقبائل.