للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(٧٦٣) -أم سيف ظئر إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلم، ويقال لها أم بردة بنت المنذر بن زيد، وهي زوج البراء بن أوس (٣١)، ذكرها أبو عمر في الباء (٣٢).


(٣١) أم سيف امرأة أبي سيف القين، مرضعة إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلم، ثبت ذكرها في الصحيحين من طريق ثابت عن أنس قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلم: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم، ودفعته إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة، يقال له: أبو سيف، قال: فانطلق إليه فانتهينا إلى أبي سيف، وهو ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت إلى أبي سيف فقلت: أمسك يا أبا سيف، جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأمسك. . .) فذكر الحديث. ووجه استدراك ابن الأمين لها: عدم إفراد أبي عمر لها بترجمة، والإتيان باسم آخر لها هو أم بردة في ترجمة البراء بن أوس، وذكرها في ترجمة إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد اعتبر أبو عمر أم سيف وأم بردة امرأة واحدة، وفي ترجمة أبي سيف القين قال ابن عبد البر: (هو البراء ابن أوس)، وفي ترجمة البراء قال: (أبو إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلم من الرضاع، لأن زوجته أم بردة أرضعته بلبنها)، فأفاد أن أم سيف وأم بردة امرأة واحدة. بينما اعتبرها الآخرون امرأتين، إذ لم يذكر أحد أن أم بردة هي أم سيف، وقد قال الذهبي في تجريده في ترجمة أم بردة: (هي خولة أم بشر بنت عمرو بن عنمة مرضعة إبراهيم بن النبي صلّى الله عليه وسلم). ورفع ابن حجر هذا التعارض بعد ما ساق في ترجمة أبي سيف كلام الواقدي أن النبي صلّى الله عليه وسلم دفع ولده إلى أم بردة بنت المنذر زوج البراء بن أوس ترضعه، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم يأتي إليه فيزوره، ويقيل عندها. قال ابن حجر عقيب ذلك: (فإن كان ثابتا احتمل أن تكون أم بردة أرضعته ثم تحول إلى أم سيف، وإلا فالذي في الصحيح هو المعتمد). وأتى في ترجمة أم بردة بقول أبي موسى: (وهو المشهور أن التي أرضعته أم سيف، ولعلهما جميعا أرضعتاه). إلا أن ابن حجر قبل ذلك قال ما ينافي ذلك وهو: (وهي-أي أم بردة-التي أرضعت إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلم دفعه إليها لما وضعته مارية فلم تزل ترضعه حتى مات عنها). وهذا يعني أن مرضعته واحدة. هذا، وقد علم كل من ابن الأثير والذهبي في ترجمة أم سيف بحرف (ب) كناية على أن ابن عبد البر ذكرها، ولم يرد لها ذكر عنده. الحديث أخرجه مسلم في الصحيح (٤٣) كتاب الفضائل (١٥) باب رحمته صلّى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضع هو فضل ذلك ٣/ ١٨٠٧ ح ٢٣١٥، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ٣٤٩ ت ٧٤٨٠، وابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي سيف ٧/ ١٩٧ ت ١٠٠٦٩ ق ١. انظر ترجمتها: ابن عبد البر: الاستيعاب ١/ ٥٤ - ٥٥، ابن الأثير: أسد الغابة ٦/ ٣٤٩ ت ٧٤٨٠، الرعيني: الجامع (ق ٣١٧/ب)، الذهبي: التجريد ٢/ ٢٦٥ ت ٣١٩٧ و ٢/ ٣٢٤ ت ٣٩٣٥، ابن حجر: الإصابة ٧/ ١٩٧ ت ١٠٠٦٩ ق ١ (أبو سيف) ٨/ ١٧٥ ت ١١٩٠٥ ق ١ (أم بردة) و ٨/ ٢٣٥ ت ١٢٠٨٩ ق ١ (أم سيف).
(٣٢) ابن عبد البر: الاستيعاب ٤/ ١٩٢٦ ت ٤١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>