للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: تطيقونه: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما١.

وقال ابن المبارك: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، أخبرنا أبي أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء، فيصلي فيه ما قدر له، ثم يصير إلى الفراش، فيغفي إغفاءه الطائرة، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة٢.

وقال نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر٣.

وروى أبو الزبير المكي، عن عطاء مولى ابن سباع قال: أقرضت ابن عمر ألفي درهم، فوفَّانيها بزائد مائتي درهم٤.

وروى معمر عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله قال: لو أن طعامًا كثيرًا كان عند أبي ما شبع منه بعد أن يجد له آكلًا، فعاده ابن مطيع، فرآه قد نحل جمسه، فكلمه فقال: إنه ليأتي عليَّ ثمان سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة، أو قال: إلا شبعة، فالآن تريد أن أشبع حين لم يبقَ من عمري إلا ظِمْءُ حمار! ٥


١ طبقات ابن سعد "٤/ ١٧٠" بسند صحيح، وسير أعلام النبلاء "٣/ ٢١٥".
٢ رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء "٣/ ٢١٥" بسند صحيح، والمهراس: صخرة منقورة تسع كثيرًا من الماء، وقد يعمل منها حياض للماء.
٣ سير أعلام النبلاء "٣/ ٢١٥".
٤ المصدر السابق، وفي الهامش "٣/ ٢١٥، ٢١٦": رجاله ثقات، وأخرجه بنحوه مالك "٢/ ١٦٨"، ومن طريقه ابن سعد "٤/ ١٦٩" عن حميد، عن قيس، عن مجاهد: أن ابن عمر.... وإنما تحمل له الزيادة فيما إذا لم يكن ذلك على شرط منهما أو عادة، أما إذا شرط في القرض أن يرد أكثر أو أفضل، فهو حرام لا خير فيه، وفعل ابن عمر هذا له سند من السنة، ففي الموطأ "٢/ ٦٨٠" في البيوع، ومسلم "١٦٠٠" من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي رافع: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استلف من رجل بكرًا، فقدمت عليه إبل من إبل الصدقة، فأمر أبا رافع أن يقضي الرجل بكره، فرجع إليه أبو رافع، فقال: لم أجد فيها إلا خيارًا رباعيًّا، فقال: "أعطه إياه، إن خيار الناس أحسنهم قضاء"، وأخرجه البخاري "٤/ ٣٩٤"، ومسلم "١٦٠١" من حديث أبي هريرة.
٥ مصنف عبد الرزاق "٢٠٦٣٠"، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية "١/ ٢٩٨"، وإسناده صحيح، وقوله: "ظمء حمار" أي: شيء يسير، وخص الخمار بذلك لأنه أقل الدواب صبرًا على الماء.

<<  <   >  >>