[الفصل التاسع: أسباب تفاوت الصحابة في رواية الحديث الشريف]
...
الفصل السابع: أسباب تفاوت الصحابة في رواية الحديث الشريف
يرجع تفاوت الصحابة -رضي الله عنهم- في رواية الحديث إلى عدة أسباب؛ منها ما يلي:
أحدها: طول الصحبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وطول مدة ملازمته له، وكثرة مصاحبته في السفر والحضر.
ثانيها: طول الأجل بعد وفاته كان مدعاة للإكثار من تحمل الحديث وروايته، ومَن مات في حياة النبي أقل رواية ممن مات بعده.
ثالثها: الانشغال بأمور الخلافة والحروب؛ ولذلك نجد الخلفاء أقل رواية من كثيرين غيرهم، فالشواغل تعيق الكثرة تحملًا ورواية.
رابعها: ظهور الحوادث المختلفة؛ حيث يحتاج الناس إلى بيان أحكامها؛ فحينئذ يظهر الحرص على طلب الحديث لمعرفة الأحكام الشرعية في هذه الحوادث وغيرها.
خامسها: وقوع الفتنة وظهور الكذب في الرواية من أصحاب البدع الداعين إلى بدعتهم من شيعة وخوارج وغيرهم.
سادسها: كثرة الأتباع وقلتهم ونشاطهم وخمولهم كان له الدور الكبير في كثرة الرواية وقلتها.
سابعها: التفرغ للعبادة والانشغال بها.
ثامنها: الحيطة من الرواية مخافة وقوع الخطأ أو التحريف، ولأن الكذب في الحديث يبوء بصاحبه إلى النار.
تاسعها: التفاوت في الحفظ قوة وضعفًا.
عاشرها: الاستعداد الفطري والموهبة.
أحد عشر: ضعف الطريق إلى بعض الصحابة فيترك هذه الطريق؛ ولذلك لم يخرج أصحاب الصحيحين عن أبي عبيدة بن الجراح شيئًا١.
١ انظر: علوم الحديث للحاكم "ص١٣٠".