ب- الجمع بين الكتب الستة "الصحيحين، والموطأ، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي":
١- جمع بينها أحمد بن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي "ت ٥٣٥هـ" في كتابه "تجريد الصحاح"، لكنه لم يحسن في ترتيبه وتهذيبه، وترك بعضًا من حديث الستة، ولما جاء أبو السعادات المبارك بن محمد المعروف بابن الأثير الجزري الشافعي "٥٤٤ -٦٠٦ هـ" هذب كتابه، ورتب أبوابه، وأضاف إليه ما
فاته من الأصول، وشرح غريبه، وبيَّن مشكل إعرابه، وخفيَّ المعنى وحذف أسانيده، ولم يذكر إلا راوي الحديث من صحابي أو تابعي، كما ذكر المخرج له من الستة، ولم يذكر من أقوال التابعين إلا النادر، ورتب أبوابه على حروف المعجم وسماه:"جامع الأصول لأحاديث الرسول"١، فجاء كتابًا عظيمًا سهل العسير وقرب البعيد، وهو بدار الكتب المصرية في عشرة أجزاء متوسطة.
وقام بتحقيقه وعزو أحاديثه عبد القادر الأرناءوط، صدر عن دار الفكر ببيروت في أحد عشر مجلدًا بفهارسه.
٢- وجمع بينها أيضًا عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي، والمعروف بابن الخراط "ت ٥٨٢هـ".
١ اختصر جامع الأصول كثير من العلماء منهم محمد بن نصر المروزي "ت ٦٨٢هـ"، وهبة الله بن عبد الرحيم الحموي "ت ٧١٨هـ"، وعبد الرحمن بن علي المعروف بابن الدبيع الشيباني الزبيدي "ت ٩٤٤هـ"، وكتابه أحسن المختصرات، وهو مطبوع بمصر.