للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل العاشر: دور أمهات المؤمنين في خدمة الحديث الشريف]

[مدخل]

...

الفصل العاشر: دور أمهات المؤمنين في خدمة الحديث الشريف ١

من عهد النبوة والنساء شقائق الرجال في خدمة الدين ورواية الحديث الشريف، وقد بلغ عدد الصحابيات اللاتي روين الحديث في مسند الإمام أحمد "١٤١" صحابية، وإن كان بعضهن لم يروِ إلا حديثًا واحدًا.

وقد كان لأمهات المؤمنين٢ خاصة -رضي الله عنهن- فضل عظيم في تبليغ الدين، ونشر السنة النبوية بين الناس وخاصة بين النساء، فكانت حجراتهن -رضي الله عنهن- مدارس يقصدها طلاب العلم، فيجد السائل عندهن جوابه والمستفتي فتواه، والشاك يقينه ... ومن نعمة الله تعالى على هذه الأمة أن تعددت هذه المدارس بتعدد زوجاته -صلى الله عليه وسلم- حيث توفي -صلى الله عليه وسلم- عن تسع نسوة أو إحدى عشرة كلهن سمعن منه وشاهدن تفاصيل حياته المعيشية والعبادية على تفاوت بينهن في الحفظ والرواية.

ولقد كان لأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- مكانة جليلة لدى الصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين، كما كان الناس يستنكرون أن يسألهم أحد أو يستفتيهم في الأحوال الخاصة مع وجود أمهات المؤمنين٣.


١ يراجع هذا البحث في كتاب: دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى "ص٤٥-٩٠" رسالة ماجستير -لآمال قرداش بنت الحسين- العدد رقم "٧٠" من كتاب الأمة.
٢ تُوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تسع من النساء متفق عليهن لم يختلف فيهن اثنان؛ وهن: سودة وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وجويرية، وأم حبيبة، وصفية، وميمونة -رضي الله عنهن جميعًا- ولم نذكر خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وهو ظاهر في كونهما لم ترويا شيئًا، فخديجة -رضي الله عنها- توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح، انظر الإصابة "٤/ ٢٧٦"، وتوفيت زينب بنت خزيمة سنة أربع للهجرة. الإصابة "٤/ ٣٩".
٣ قال مروان: كيف نسأل وفينا النبي -صلى الله عليه وسلم- فأرسل إلى أم سلمة -رضي الله عنها- في حديث: ترك الوضوء مما مست النار، رواه النسائي في كتاب الوليمة، باب رقم "٣٥".

<<  <   >  >>