هو: أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي القاضي الحافظ، أحد الأئمة المبرزين، والحفاظ المتقنين، والأعلام المشهورين، وكان ركنًا من أركان الحديث، حاذقًا، متضلعًا، متفننًا، ساد أهل عصره، وبذ علماءهم وتقدمهم، فكان عمدتهم وقدوتهم، طاف البلاد، وسمع بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة، من جماعة يطول ذكرهم.
ومن تلاميذه الإمام الطبراني، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق السني الحافظ، وخلق كثيرون.
قال الحاكم: سمعت أبا الحسن الدارقطني غير مرة يقول: أبو عبد الرحمن الإمام النسائي مقدم على كل من يذكر بعلم الحديث، وبجرح الرواة وتعديلهم في زمانه.
وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس صاحب تاريخ مصر أن النسائي كان إمامًا في الحديث، ثقة، ثبتًا، حافظًا، قدم مصر وأقام مدة طويلة فيها ظهرت كنوز خبياته، وانكشف القناع عن رموز خفياته، قدح العلماء زنده فأورى، فانقادوا إليه، وحَظِيَ لديهم بالمنزلة السامية.
نقل التاج السبكي عن شيخه الحافظ الذهبي ووالده الشيخ الإمام السبكي، أن الإمام أبا عبد الرحمن النسائي أحفظ من الإمام مسلم صاحب الصحيح، وأن سننه أقل من السنن حديثًا ضعيفًا بعد الصحيحين.
١ راجع ترجمته في: تهذيب الكمال "١/ ٣٢٨- ٣٤٠"، وشذرات الذهب "٢/ ٢٣٩- ٢٤١"، سير أعلام النبلاء "١٤/ ١٢٥"، وفيات الأعيان "١ / ٧٧"، الكامل في التاريخ "٨/ ٩٦"، المنتظم "٦/ ١٣١"، تذكرة الحفاظ "٢/ ٦٩٨"، العبر "٢/ ١٢٣"، الوافي بالوفيات "٦/ ٤١٦"، البداية والنهاية "١١/ ١٢٣"، العقد الثمين "٣/ ٤٥"، تهذيب التهذيب "١/ ٣٦"، النجوم الزاهرة "٣/ ١٨٨"، طبقات الحفاظ "ص٣٠٣"، حسن المحاضرة "١/ ٣٤٩"، الرسالة المستطرفة "١١- ١٢"، اللباب في تهذيب الأنساب "٣/ ٣٠٦"، الأعلام "١/ ١٧١".