للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دور أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها]

- ترجمتها وفضلها رضي الله عنها:

هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ثم المصطلقية١، كانت قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ابن عم لها يقال له: مسافع بن صفوان بن ذي الشفر، فقُتل عنها في غزوة المريسيع سنة خمس للهجرة، فكانت في السبي، فوقعت في سهم أحد الصحابة فكاتبها على نفسها، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- تستعين به في فكاكها، فأجابها في أكرم من ذلك، تزوجها٢، وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُسْترقُّون! فأعتقوا مَن كان في أيديهم من سبي بني المصطلق، فبلغ عتقهم مائة أهل بيت، فكانت عظيمة البركة على قومها، وكان أبوها سيدًا مطاعًا، تُوفيت -رضي الله عنها- سنة خمسين، وقيل: ست وخمسين٣.

- تلاميذها ومروياتها رضي الله عنها:

حدث عنها: ابن عباس، وعبيد بن السَّبَّاق، وكريب مولى ابن عباس، ومجاهد، وأبو أيوب يحيى بن مالك الأزدي.

بلغ مسندها في كتاب بقي بن مخلد سبعة أحاديث٤، منها أربعة في الكتب الستة، حديث عند البخاري، وحديثان عند مسلم.

وقد تضمنت مروياتها أحاديث في الصوم، في عدم تخصيص يوم الجمعة بالصوم، وحديث في الدعوات في جواب التسبيح، وفي الزكاة في إباحة الهدية للنبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان المهدي ملكها بطريق الصدقة، كما روت في العتق.

وهكذا بسبعة أحاديث شريفة خلَّدتْ أم المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- اسمها في عالم الرواية؛ لتضيف إلى شرف صحبتها للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأمومتها للمسلمين، تبليغها الأمة سنن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما تيسر لها ذلك.


١ لها ترجمة في الإصابة "٤/ ٢٥٧"، سير أعلام النبلاء "٢/ ٢٦١"، المستدرك للحاكم "٤/ ٢٧".
٢ صحيح مسلم "٢/ ٤٣" كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، عن أنس "١٣٦٥".
٣ الأول قال به ابن سعد في الطبقات "٨/ ١٢١"، والثاني قاله خليفة بن خياط في تاريخه "ص٢٣٤".
٤ تلقيح الفهوم، لابن الجوزي "ص٣٧٠"، جوامع السيرة، لابن حزم "ص١٤٣".

<<  <   >  >>