للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: أشهر الصحف والكتابات في العهد النبوي]

ثبت عن عدد كبير من الصحابة -رضوان الله عليهم- أنهم كتبوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، ومن هؤلاء: عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال في الحديث الذي رواه الدارمي وغيره: "فأما الصادقة فصحيفة كتبتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم"١، وصحيفته الصادقة مشهورة عند المحدثين٢.

وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي أحد أكثر حديثًا عنه مني؛ إلا ما كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب٣.

وأبو هريرة تعلم الكتابة مؤخرًا ثم أتقنها بعد ذلك، فكان النهي في حقه في مرحلة مبكرة خشية الخطأ، ثم كتب بعد ذلك لما تمكن من الكتابة٤، فقد رُوي عنه قوله: "إنني أملك أحاديث مكتوبة تملأ خمسة أجولة"٥.

وكانت مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- صحيفة في جراب سيفه سأله أبو جحيفة عما فيها فقال: العقل "أي: الأحكام المتعلقة بالدية" وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر، وهذا الحديث رواه البخاري وغيره٦.


١ سنن الدارمي "١/ ١٢٧".
٢ راجع: طبقات ابن سعد "٢/ ٢/ ١٢٥"، "٤/ ٢/ ٨، ٩"، "٧/ ٢/ ١٨٩"، سير أعلام النبلاء "٣/ ٥٨"، تقييد العلم "ص٨٤، ٨٥" وفيه نصوص منها.
٣ تقييد العلم "٨٢"، جامع بيان العلم "١/ ٧٠".
٤ راجع: صحيفة همام "ص٣٧"، دلائل التوثيق المبكر للسنة والحديث "ص٤٣٣-٤٣٨"، وقد رُوي أنه عرض كتابة الأحاديث على "ابن وهب" "فتح الباري ١/ ١٤٨".
٥ حلية الأولياء "١/ ٣٨١"، وذكرت مصادر عديدة أن بشير بن مالك كتب عن أبي هريرة مجموعة أحاديث، وأنه حصل على إجازة من أبي هريرة لنقلها للناس. راجع: "الكفاية ٣٩٩، ٤١١"، طبقات ابن سعد "٧/ ١/ ١٦٢"، تهذيب التهذيب "١/ ٤٧"، تقييد العلم "١٠١".
٦ راجع: صحيح البخاري "٤/ ٢٨٩" كتاب الفرائض "٤/ ٣٢٤" كتاب الديات "٤/ ٤٢٥" كتاب الاعتصام، وسنن الترمذي "٦/ ١٨١، ١٨٢" كتاب الديات، ورُوي أنه كان للإمام على كتاب وجد عند عبد الله بن عباس "صحيح مسلم ١/ ٧".

<<  <   >  >>