للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهمَّ بغزوهم حتى نزل عليه القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} فكف عند ذلك عنهم، دل على أن السنن تصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنقل الرواة الصادقين لها".

وقد تدل الآية على أن الفسقة لا تُؤخذ منهم الرواية، وبذلك تصان السُّنَّة من التحريف والتبديل١.

رابعًا: وقد ورد في أقوال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجوب أخذ السنن بنقل الرواة العدول لها، ومن ذلك: الأمر بنقل الأخبار عنه -صلى الله عليه وسلم- وذلك في قوله: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" ٢، وقوله: "حدثوا عني ولا حرج" ٣، وقوله في أكثر من حديث: "فليبلغ الشاهد الغائب" ٤.

وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكذب عليه وبيَّن عقاب من يفعل ذلك، فلا يحل التحديث عنه إلا إذا تأكدنا من صحة نسبة الحديث إليه، ولا نقبل رواية الكاذبين، وبذلك نصل إلى الحق من سنته.


١ راجع المدخل إلى توثيق السنة "ص٢٠٠".
٢ رواه البخاري والترمذي وغيرهما من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة السلولي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
صحيح البخاري "٦٠" كتاب أحاديث الأنبياء "٥٠" باب ما ذكر عن بني إسرائيل - حديث رقم "٣٤٦١".
سنن الترمذي "٤٢" كتاب العلم "١٣" باب ما جاء في الحديث عن نبي إسرائيل - حديث رقم "٢٦٦٩"، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
٣ رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".
صحيح مسلم "٤/ ٢٢٩٨، ٢٢٩٩" "٥٣" كتاب الزهد "١٦" باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم - حديث رقم "٧٢/ ٣٠٠٤".
ورواه الإمام أحمد في مسنده "٣/ ٤٦" عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا بلفظ: $"حدثوا عني، ولا تكذبوا عليَّ، ومن كذب عليَّ متعمدًا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".
٤ جاء ذلك عند البخاري في كتاب جزاء الصيد "١٨٣٢"، والعلم "٦٧، ١٠٥"، والأضاحي "٥٥٥٠"، والحج "١٧٣٩" "١٧٤١"، والفتن "٧٠٧٨"، والمغازي "٤٢٥٩"، والتوحيد "٧٤٤٧"، ومسلم في القسامة حديث رقم "٣٠، ٢٩/ ١٦٧٩".

<<  <   >  >>