للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثال ذلك ما رواه مسلم في صحيحه بسنده عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بعدي من أمتي ... " الحديث، قال ابن الصامت رضي الله عنه: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم الغفاري قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر كذا، فذكرت له هذا الحديث، فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم١.

٣- السماع والحفظ والتثبت في الرواية:

كانوا يتتبعون الأخطاء ويحصونها ويهتمون بها اقتداء بالصحابة في الحيطة مع أنفسهم والآخرين، قال الشعبي: "والله لو أصبتُ تسعًا وتسعين مرة وأخطأتُ مرة لعدوا عليَّ تلك الواحدة"٢.

٤- نقد المتن:

ومن أمثلة ذلك أن إبراهيم النخعي كان يترك بعض الأحاديث -عاملًا عقله وقياسه- بحجة أن الصحابة فعلوا ذلك، فقال عنهم: كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة ويدعون، ولو كان ولد الزنى شر الثلاثة لما انتُظر بأمه أن تضع٣، وأنكر بهذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ولد الزنى شر الثلاثة" ٤.

كما رد حديث فاطمة بنت قيس، وحديث التغريب للزاني، وحديث الشاهد واليمين؛ لأنه يرى معارضتها للقرآن الكريم، ورد أحاديث القنوت في الفجر معللًا ذلك بأنه لو صح لاشتهر عن جميع الصحابة٥.


١ صحيح مسلم بشرح النووي "١/ ٧١".
٢ تذكرة الحفاظ للذهبي "١/ ٨٢".
٣ كشف الأسرار "٢/ ٢٩٨"، أصول السرخسي "١/ ٣٤٠".
٤ الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة "ص١١٨".
٥ راجع ذلك مفصلًا في رسالة الماجستير: إبراهيم النخعي - كلية دار العلوم - القاهرة "ص٣٠٦- ٣١٢" أ. د. محمد عبد الهادي سراج.

<<  <   >  >>