للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أخذها تلميذاه: أحمد بن حنبل وأبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي١.

- صحيفة هشام بن عروة بن الزبير "١٤٦هـ" عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو وغيرهما٢.

- وصحيفة حميد بن أبي حميد الطويل "١٤٢هـ"، نسخها من مخطوطة الأحاديث للحسن البصري٣.

وأكتفي بما ذكرت من كتب وصحف ونسخ دوَّنَها التابعون عن الصحابة -رضي الله عنهم- وأما ما رُوي عن بعض التابعين من كراهة الكتابة، فقد علله بعض أهل العلم المعاصرين بأن المقصود بها كراهة كتابة الرأي، والأخبار التي وردت في النهي دون تخصيص تحمل على ذلك. قيل لجابر بن زيد "ت٩٣هـ": إنهم يكتبون رأيك. فقال مستنكرًا: "يكتبون ما عسى أن أرجع عنه غدًا! ".

ولقد كانت الخشية من اندراس السُّنَّة وموت علمائها السبب الرئيسي الذي دفع عمر بن عبد العزيز "ت١٠١هـ" إلى تدوينها رسميًّا، فروى البخاري أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء، ولا تقبل إلا حديث النبي، ولتفشوا العلم ولتجلسوا حتى يُعلَّم من لايعلم؛ فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرًّا٤، وقال الزهري: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطانه دفترًا"، وكان الزهري أول مَن حقق رغبته واستجاب لدعوته٥.


١ وقد طبعت هذه الصحيفة أكثر من طبعة؛ منها: طبعة دمشق "١٣٧٢هـ-١٩٥٣م" وأخرى بتحقيق أ. د. رفعت فوزي عبد المطلب - الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة، وقد حفظها عبد الرزاق بن همام الصنعاني "٢١١هـ" منفصلة عن مصنفه المعروف. راجع: الكفاية "٣٢١"، وراجع: مسند الإمام أحمد "٢/ ٣١٢- ٣١٨"، طبقات ابن سعد "٥/ ٣٥٩"، تهذيب التهذيب "١١/ ٦٧".
٢ راجع: الكفاية "٣٥٠، ٣٥٩، ٣٩٠، ٤٥٩"، طبقات ابن سعد "٥/ ٣٦٢"، جامع بيان العلم "١/ ٧٧".
٣ راجع: طبقات ابن سعد "٧/ ١/ ١٢٦"، "٢/ ٢٠"، تقييد العلم "١٠١"، تهذيب التهذيب "٣/ ٣٩"، ميزان الاعتدال "٦١٠/ ١" رقم "٢٣٢٠".
٤ صحيح البخاري "٣" كتاب العلم في ترجمة الباب "٣٤" كيف يقبض العلم.
٥ راجع: جامع بيان العلم "١/ ٧٦"، فتح المغيث للحافظ ولي الدين العراقي "٢٣٩"، الأموال لأبي عبيد "ص٥٧٨ - ٥٨٠".

<<  <   >  >>