للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزراء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: السجل كاتب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا رواه النسائي ... ورواه أبي جعفر بن جرير في تفسيره عند قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: ١٠٤] ... وقد عرضت هذا الحديث على شيخنا الحافظ الكبير الحافظ المزي فأنكره جدًّا، وأخبرته أن شيخنا العلامة أبا العباس ابن تيمية كان يقول: هو حديث موضوع وإن كان في سنن أبي داود. قال شيخنا المزي: وأنا أقوله"١.

- لماذا أورد في كتابه الحديث الضعيف؟ ٢

أورد أبو داود بعض الأحاديث الضعيفة في كتابه للأمور الآتية:

١- لأن طريقته في التصنيف هي أن يجمع كل الأحاديث التي تتضمن أحكامًا فقهية ذهب إلى القول بها عالم من العلماء.

٢- لأنه كان يرى أن الحديث الضعيف -إن لم يكن شديد الضعف- أقوى من رأي الرجال ومن القياس "حكى ابن منده أنه سمع محمد الباوردي يقول: كان من مذهب النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه، قال ابن منده: وكذلك أبو داود السجستاني يأخذ مأخذه، ويخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره أقوى عنده من رأي الرجال"٣.

وحكى ابن العربي عن أبي داود أنه قال لابنه: "إن أردت أن أقتصر على ما صح عندي لم أرَ من هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء؛ ولكنك يا بني تعرف طريقي في الحديث أني لا أخالف ما يضعف إلا إذا كان في الباب ما يدفعه"٤.


١ "البداية والنهاية" "٥/ ٣٤٧"، وانظر: "تفسير ابن كثير" "٣/ ٢٠٠"، و"تفسير الطبري" "١٧/ ١٠٠"، و"الإصابة" "٢/ ١٥"، و"السنن الكبرى" للنسائي "١/ ١٢٦".
٢ انظر أسباب ذلك في كتاب "أبو داود: حياته وسننه" "ص٥٦، ٥٧"، للدكتور/ محمد لطفي الصباغ، المكتب الإسلامي، بيروت، ط "٢"، ١٤٠٥هـ-١٩٨٥م.
٣ "علوم الحديث" "٣٣، ٣٤"، و"توجيه النظر" "١٥٠".
٤ "المنهل العذب المورود" للشيخ محمود خطاب السبكي "١/ ١٨".

<<  <   >  >>