للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "نضر الله امرأً سمع منا حديثًا فبلغه كما سمعه، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع" ١، وقوله: "من سئل عن علم فكتمه أُلجم بلجام من نار يوم القيامة" ٢، ونحو ذلك.

فلهذا كان من الطبيعي أن يبلغ أبو هريرة الناس أكثر مما يبلغهم غيره؛ فهو أكثر الصحابة سماعًا للحديث وأكثرهم رواية له، وقد أقرت الصحابة بذلك ولم يشكوا في سماعه البتة.

ومن جهة أخرى، قال فضيلة الدكتور رفعت فوزي: "إن أحاديث أبي هريرة قد محصها أئمة السنة وبينوا ما صح منها وما هو ضعيف أو موضوع، ولم تصح نسبة حديث واحد من الموضوع أو الضعيف إلى أبي هريرة، وإنما كان ذلك من بعض الرواة، والصحيح منها إذا دُرس وقُورن بأحاديث الصحابة تبين أنه لم ينفرد إلا بالقليل منه، فسمنده شائع في المسانيد كلها"٣.

- أصح الطرق عن أبي هريرة:

ذكر العلماء هذه الطرق٤:

- حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة.

- أبو الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة.

- ابن عون وأيوب، عن محمد بن سيرين، عنه.


١ رواه الترمذي في سننه "حديث رقم ٢٦٥٧"، وابن ماجه "حديث رقم ٢٣٣"، وأحمد في مسنده "٤١٥٧" من حديث عبد الله بن مسعود، ورواه أبو داود في سننه "حديث ٣٦٦"، والترمذي في سننه "٢٦٥٨" وحسنه، وابن ماجه "٢٣٠" من حديث زيد بن ثابت، ورواه الحاكم في المستدرك "١/ ٢٩٤" كتاب العلم، وابن ماجه "٢٣١" من حديث جبير بن مطعم، ورواه ابن ماجه "٢٣٦"، وأحمد في مسنده "١٣٣٤٩" من حديث أنس بن مالك.
٢ مسند أحمد "١٤/ ٥" رقم "٧٥٦١" بإسناد صحيح.
٣ المدخل إلى توثيق السنة "ص٢١٣".
٤ راجع: تدريب الراوي "١/ ١٠١/ ١٠٦"، الكفاية "ص٣٩٨"، توضيح الأفكار "١/ ٣٥"، سير أعلام النبلاء "٢/ ٤٣٨"، مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر "١/ ١٤٩، ١٥٠".

<<  <   >  >>