للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مواضع النصب، على حين أن الإعراب بالألف في جميع الحالات لغة مروية عن العرب في الأسماء الثلاثة: أب، أخ، حم، على ما هو معروف.

٣- الاتجاه الغالب في إعراب المثنى أن يكون بالألف وفي جمع المذكر السالم أن يكون بالواو١ في جميع الحالات. فمن أمثلة الأول في حالتي النصب والجر.

وضع أرسطو كتابان في النقد

لو نظرنا إلى البيتان ...

ومن أمثلة الثاني في هاتين الحالتين:

أن الباحثون كانوا يريدون ...

بالنسبة لمؤرخو البلاغة ...

وخيال هؤلاء الناس المارون ...

ولكنا نعود فنقول: يبدو أن الطلاب في الحقيقة غير مدركين إدراكا صحيحا لوظائف الصيغ وقيمتها في التركيب، ومن ثم يظهر خلطهم في اختيار علامات الإعراب. ويؤكد هذا الظن ما يقابلنا من أمثلة غير قليلة تنحو منحى آخر في الإعراب، فيأتي المثنى بالياء في حالة الرفع، وكذلك جمع المذكر السالم. فمن الأول قولهم:


١ لفت نظرنا استعمال الطلاب للألف في المثنى في معظم الحالات وهي لغة مروية، واستعمالهم للواو في جمع المذكر وهذا لم يرد عنهم. هذا يثير تساؤلين خطرا لنا من زمن.
أولهما: استعمال الألف أكثر من استعمال الياء "في الفصيحة المعاصرة" يؤكد ظننا أن الأعراب بالياء في المثنى غريب، ولعله خطوة ناتجة عن تطور نطقي للألف.
ثانيهما: يشير منطق العربية إلى احتمال إعراب جمع المذكر بالواو في جميع الحالات. وإن لم يرد به نص. أليس منه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ} بالواو في موقع النصب؟ وهذا التساؤل الثاني ينصرف إلى احتمال الإعراب في الأسماء الخمسة بالواو.

<<  <   >  >>