تطلق الواو والياء في اللغة العربية قديمها وحديثها على مدلولين صوتيين مختلفين. فهما اسمان "ورمزان كذلك" للواو والياء في نحو: ولد، يلد: "walada"؛ "yalidu" كما يدلان "ويصوران أيضا" الواو والياء في نحو: نتلو، نرمي: "narmii"؛ "natluu".
وهما في الحالة الأولى يعرفان في الدرس الصوتي الحديث بأنصاف الحركات "Semi-vowels"، ولكنهما -بالرغم من هذه التسمية- يعدان وحدتين أو عنصرين في نظام الأصوات الصامتة "Consonants".
أما في الحالة الثانية فهما حركتان "Vowels", ونعني بهما الضمة والكسرة الطويلتين، أو ما يشار إليهما بواو المد ويائه في التراث اللغوي عند العرب.
[المدلول الأول]
يؤخذ من تاريخ اللغات السامية بوجه عام أن هذا المدلول هو الأصل الذي وضعت له التسمية بالواو والياء، وأنه وحده هو الذي ظل يشار إليه بهذه التسمية لمدة غير قصيرة، ذلك لأن علماء هذه اللغات كانوا يوجهون عنايتهم بالدرجة الأولى إلى الأصوات الصامتة أو "الحروف"، على حين كانوا ينظرون إلى الحركات قصيرها وطويلها- كما لو كانت شيئا ثانويا أو شيئا عارضا