للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"يجوز إطلاق الألف على الهمزة إما حقيقة بالاشتراك على ما قيل وإما مجازًا لكونها على صورتها في بعض المواضع، أو لكونهما متحدين ذاتا"١. ويقرب من هذا المعنى ما يردده ابن كمال باشا في شرحه على المرجع المذكور، يقول: "سميت الهمزة ألفا، لأن الهمزة إذا وقعت أولا تكتب على صورة الألف ولأنهما متقاربان في المخرج"٢. وفي هذا النص ما يدل على عدم إدراك واضح لتاريخ الألف وما عرض لاسمها من تطور في الاستعمال.

أما عبارة صاحب الصحاح فيفهم منها أن المصطلح "ألف" يطلق على الصوتين بالتساوي بينهما. فالألف عنده "على ضربين": لينة ومتحركة، فاللينة تسمى ألفا "= فتحة طويلة aa" والمتحركة تسمى همزة. ولهذا المعنى حكم الفقهاء -زاد الله رفعة أعلامهم- بأن الحروف ثمانية وعشرون".

فهذه العبارة قد قنعت بتسجيل الاستعمال الشائع بين الناس، دون الإشارة إلى التطور التاريخي لهذا الاستعمال، ودون تنبيه إلى الترتيب الزمني لإطلاق اسم "الألف" على مدلوليه.


١ شرح مراح الأرواح للمولى شمس الدين أحمد المعروف بديكنقوز ص٥٦ والتعبير بكونهما "متحدين ذاتا" تعبير غير دقيق لوجود فروق كبيرة بين الهمزة "الوقفة الحنجرية" وألف المد، على ما سيتضح لنا في مكانه.
٢ شرح مراح الأرواح لابن كمال باشا ص٥٦.

<<  <   >  >>