٢- وأدق من هذا السبب بالنسبة للغة العربية ما نراه نحن من أن هذا الاستغلال لهذين الرمزين إنما كان نتيجة لتطور في النطق في نماذج أخرى من الكلمات. هذه النماذج تمثلها صيغ الفعل المضارع الأجوف والناقص مما كان على وزن يَفْعُل ويفْعِل، نحو: يقول، يبيع ويغزو ويرمي. ففي رأينا أن الواو والياء الممدودتين في هذه الصيغ تطورتا "تاريخيا وليس أمرا افتراضيا كما يظن الصرفيون" عن واو وياء صامتتين متلوتين بحركات١. قارن الأمثلة الآتية:
وهذه النماذج ونحوها كانت المنطلق إلى استخدام الواو والياء الدالتين على صوتين صامتين في الدلالة على واو المد ويائه.
٣- على أن هناك سببا علميا واضحا لهذا الاستغلال، وهو الشبه الصوتي بين الواو والياء في حالتيهما: كونهما صوتين صامتين وكونهما حركتين. فنطقهما إذا أخذتا منعزلتين يشتمل على خواص صوتية معينة متشابهة في الحالتين. ولهذا نرى وجوب التفرقة بينهما في الحالتين على أساس قيمهما في التركيب الصوتي للغة لا على أساس النطق الخالص.
١ سيدرس هذا الموضوع بالتفصيل في فرصة أخرى إن شاء الله.