الأولى كون كل منهما صوتا صامتا consonant أو ما يسمى أحيانا "نصف حركة" semi-vowel، والثانية كون كل منهما حركة أو ما يسميها علماء العربية حينئذ واو المد وياءه.
فَلِمَ إذن اكتفى أصحاب هذا المنهج بذكر الواو والياء مرة واحدة في الألفباء؟ أوليس الحال مع الواو والياء بحاجة إلى رمزين مختلفين "أو صورتين مختلفتين لهذين الرمزين" للدلالة على القيمتين المختلفتين لهما؟
هناك ثلاثة احتمالات للإجابة عن هذين السؤالين:
١- لعلهم اقتصروا على ذكر الواو والياء مرة واحدة، اقتداء بالنهج القديم الذي كان يهمل كتابة الواو والياء الممدودتين. ومن ثم لم تكن هناك حاجة إلى تخصيص رمزين مستقلين لهما، واكتفوا -بناء على ذلك- بالنص على الواو والياء الصامتتين وحدهما. ويرجح هذا الاحتمال ما كان يجري في الفترات الأولى للخط العربي من عدم اطراد كتابة الواو والياء الممدودتين، فقد كانوا يكتبونهما أحيانا ويهملونهما أحيانا أخرى.
٢- يبدو أن بعضهم لم يدرك حقيقة الفروق الصوتية بين حالتي الواو والياء. ونعني بها تلك الفروق التي ترتبط بوظائفهما وقيمهما في التركيب الصوتي للغة، ولا نعني بذلك ما قد يبدو بين الحالتين من خلاف في خواص النطق وسماته. وبهذا لم تبرز أمام هؤلاء الباحثين أية حاجة تدعوهم إلى وضع رموز مستقلة لكل حالة.
٣- لعلهم أدركوا قوة الشبه بين حالتي الواو والياء من حيثُ النطق الفعلي، إذ كل واحدة منهما تنطق في حالتيها بصورة يصعب معها التمييز بين هاتين الحالتين أو الفصل بينهما بصفة قاطعة. وإلى هذا المعنى يشير أحد الباحثين، فيقول:
"أما فيما يخص الياء والواو فإن مخرجهما يبقى كما هو، ساكنتين