أول الأبجدية لا تعني حينئذ إلا الهمزة، وأن الواو والياء في آخرها يعنيان فقط الواو والياء عندما يكونان صوتين صامتين كذلك، كما في نحو:"وَلد، ويَضرب"، على هذا تكون الرموز ثمانية وعشرين والأصوات "الرئيسية" كذلك ثمانية وعشرين، وكلها أصوات صامتة.
وهذا المنهج له مَزِيَّتانِ:
١- اتباع السبيل التقليدي في أكثر ألفباءات اللغات الأخرى حيث تضع هذه اللغات نوعين من الألفباء: إحداهما للأصوات الصامتة والثانية للحركات.
٢- البحث اللغوي الدقيق يفضل هذا المنهج لتأكيد الفرق بين الأصوات الصامتة والحركات، ولتجنب الخلط الذي قد ينشأ من وضع رمز "وليكن رمز الواو مثلا" في ألفباء الأصوات الصامتة، على حين أنه يستغل كذلك في الدلالة على حركة.
ومقتضى ما نقول: وجوب وضع نظام للألفباء العربية مكون من قسمين رئيسيين؛ أحدهما مكون من رمز الأصوات الصامتة، والثاني من رموز الحركات. وهذا النظام بالذات أوفق وأنسب بالنسبة للغة العربية بوجه خاص؛ إذ إننا حين نفعل ذلك نستطيع إدخال رموز الحركات القصيرة ضمن نظام الحركات بعامة، لا أن نتركها هكذا مهملة أو شبه مهملة، أي: دون وضعها في نظام خاص، نظام يقف على قدم المساواة من حيث الأهمية والقيمة اللغوية مع نظام الأصوات الصامتة. وتؤيدنا في ذلك حقيقة مهمة، تلك هي العلاقة القوية بين الحركات القصار والحركات الطوال، بل إن أردت الحقيقة، ليس هناك من فرق في الكيف بين هذين النوعين، وإنما الفرق في الكم فقط، وهو القصر والطول.