أوسع ليشمل ثلاث مناطق مختلفة، ولكنها متصلة بعضها ببعض اتصالا وثيقا. تلك المناطق هي:
١- الحنجرة.
٢- الحلق "بالمفهوم الدقيق".
٣- أقصى الحنك.
وقد درج على نحو هذا التقسيم كثير من قدامى الدارسين العرب "كسيبويه وابن جني"، حيث قسموا الحلق إلى ما سموه: أقصى الحلق ومنه: "الهمزة والهاء"، وأوسطه ومنه:"العين والحاء"، وأدناه ومنه:"الغين والخاء". فأقصى الحلق عندهم إذًا يقابل الحنجرة في العرف الحديث، وبهذا يسوغ لهم ما فعلوا، ويتركز الفرق حينئذ في التسمية. على أن هذا الاعتذار الذي قدمناه لهم لا ينطبق على الرواية الثانية لصاحب التهذيب، حيث قرر بوضوح أن الهمزة تخرج من حيث تخرج العين. وهذا غير صحيح على الإطلاق سواء أفسرنا الحلق بالمعنى الضيق أم الواسع، فالهمزة في كلتا الحالتين أعمق من العين وأسبق منها مخرجا.
والحق أن الموضوع كما قدمه هؤلاء الرجال كله خلط واضطراب. وذلك مرجعه إلى أمرين رئيسين:
١- معاملتهم للهمزة معاملة "حروف العلة".
٢- عدم قدرتهم على تحديد موضوع نطقها تحديدًا دقيقا، فهم تارة ينسبونها إلى ما تنسب إليه "حروف العلة"، وأخرى يعينون لها مخارج غير صحيحة.
ونتيجة هذا كله أن الخليل أو صانعي ذلك الكتاب الذي نسبوه إليه "وهو العين" لم يوفقوا في تعرف الخواص الصوتية للهمزة، كما لم يستطيعوا