للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠- عن الأصوات في "الكلام":

إن "كلام" أي لغة من اللغات ليس مجموعة من الأصوات المفردة؛ نحن لا نتكلم أصواتا كل منها قائم برأسه، نحن نتكلم "كلمات"، و"جملا"، و"فقرات".

وإذا كانت كلمات كل لغة وجملها ترتد، من الناحية الصوتية، إلى مجموعة محدودة من "الأصوات"، فليس معنى هذا أن الأصوات في الكلمات أو في الكلام المتصل تحتفظ بخصائصها التي نسبناها إليها عندما وصفنا كل صوت على أنه وحدة مستقلة، تلك كانت عملية تجريد لازمة لوصف العناصر أو الوحدات البسيطة التي تتكون منها الكلمات. ولكن ينبغي ألا يصرفنا هذا عن تلك الحقيقة الهامة، ألا وهي أن الصوت في الكلمة، وفي الجملة وفي الجمل يكتسب خصائص جديدة. إن للأصوات فيما بينها "نحوا" خاصا: إن علاقاتها تحكمها قواعد وأصول معينة، فنجد مثلا أن الصوت الفلاني يدغم في الأصوات الفلانية في مواضع معينة، ونجد أن هذا الصوت ينقلب صوتا جديدا إذا وقع في "سياق صوتي" معين، ونجد أن صوتا ثالثا يحذف إذا توافر فيه وفيما يجاوره من أصوات شروط معينة، وقد يظهر لهذا الحذف أثر ما في سواه من الأصوات المجاورة، ونجد أن المطقع الفلاني إذا وقع في هذا الموقع من الكلمة نطق بقوة نَفَس أكبر، وبجهد من الأعضاء أعنف ... إلخ.

وسنتحدث الآن عن بعض الخصائص الصوتية التي تظهر في الكلام المتصل.

أ- "البروز" أو "الجهارة" ١:

إننا عندما نستمع إلى أي كلام متصل في أي لغة من اللغات ندرك أن عددا من "المقاطع" أو "الكلمات" يكون أشد "بروزا" من سائر الجملة. هذا "البروز" -أو هذه "الجهارة"- يسببه ارتباط وثيق بين "طول"٢ الصوت،


١ prominence.
٢ Length.

<<  <   >  >>