للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مناهج دراسة المعنى]

[نشأة علم الدلالة "ميشيل بيرييل"]

...

٦- مناهج دراسة المعنى ١:

قلنا: إن "علم الدلالة" هو قمة الدراسات اللغوية، ولكنه مع ذلك، أحدثها ظهورا. فقد تأخر اهتمام المحدثين من علماء اللغة بمشكلة المعنى اهتماما علميا، يضيف إلى ما كان يتداوله قدماء اللغويين في هذا الشأن.

لم تظهر دراسة المعنى إلا بعد أن تم تصنيف تفصيلات "التغير الصوتي" و"التقابلات الصوتية" بزمن طويل.

أ- نشأة علم الدلالة "ميشيل بيرييل":

إن أول دراسة علمية حديثة خاصة بالمعنى هي تلك التي قام بها ميشيل برييل٢ في كتابه: Essai de Semantique سنة ١٨٩٧.

وهذا المصطلح الذي أطلقه برييل على دارسته هذه، وهو كلمة Semantique من وضع برييل نفسه فقد كان على برييل أن يسمي هذه الدراسة باسم يميزها من سائر الدراسات اللغوية. ولكن معنى Semantique عند برييل غير معناها الذي تعرف به الآن عادة، ولو أن اللغويين الآن يعرفون هذا المصطلح تعريفات مختلفة.

كانت "المبادئ" أو "الأصول" التي وصل إليها برييل في دراساته هذه مأخوذة كلها، تقريبا، من دراسات اللغات الكلاسيكية: اليونانية، واللاتينية والسنسكريتية. كانت الدراسة الدلالية عند برييل، وبعد برييل بفترة غير قصيرة كما سنرى، مقصورة في الواقع على "الاشتقاق التاريخي". ويبدو أن برييل كان يرى في "الأصول" التي تحكم تغير المعنى خصائص عقلية مجردة وذلك مثل "الحاجة إلى الوضوح".

ولكن برييل، ومن خلفه إلى حين، كانوا لا يعنون العناية الواجبة بالجوانب الاجتماعية وغير الاجتماعية للظروف الإنسانية التي يحدث فيها التغير.


١ انظر:
Stephean Ullmann The Principles of Semantics Glasgow U w A Glasgow Univer sity Publications No ٤٨.
Shlauch The Gift pp. ١٢٦-١٣٢.
٢ Michel Breal.

<<  <   >  >>