للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- العصور الوسطى وعصر النهضة:

أ- العصور الوسطى في الغرب:

لم تشهد العصور الوسطى في أوربا خطوات أصيلة في الدراسات اللغوية. وكان الأمر السائد هو تعليم اللغة اللاتينية. وقد نظمت قواعد النحو اللاتيني شعرا في القرن الثالث عشر، ولم يضف علماء هذه العصور شيئا جديدا إلى القواعد اللاتينية التي وصل إليها القدماء، ولكنهم عرضوها بصورة أكثر إتقانا.

وفي أواخر العصور الوسطى تحدد اهتمام العلماء والمتعلمين بدراسة اللغة اليونانية.

وهكذا استمر التأثر باليونان -الذين أخذ عنهم الرومان القدماء- وبالرومان، ظلت المبادئ والتصورات اللغوية المتداولة هي تلك المبادئ والتصورات القائمة على أساس من المنطق.

ب- العصور الوسطى في الشرق العرب ١:

١- نشأت الدراسات اللغوية عند العرب خدمة للقرآن الكريم، فعني المسلمون منذ القرن الأول الهجري بتدقيق الكتابة العربية وتقييد "الحروف" الكتابية بـ"الشكل" صونا لكلام الله عز وجل عن أن يصيبه التحريف.

٢- وفي هذا الوقت بدأت المحاولات وتوالت للكشف عن القواعد التي يسير عليها الكلام العربي، ولوضع هذه القواعد في قوالب تتخذ للتعليم. ويبرز في هذه المحاولات اسم أبي الأسود الدؤلي، ومن وليه من نحاة البصرة والكوفة،


١ الغرض من هذه التعريف الخاطف بجهود العرب في ميدان الدارسة اللغوية هو النص على أهم رءوس الموضوعات التي تناولوها بالدرس، ونحيل القارئ على الكتب العربية الحديثة التي تعرف بالعلوم العربية عامة ككتاب "ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" للأستاذ أحمد أمين ففيهما تعريف بـ"اللغة" و"النحو" و"القراءات القرآنية" ... إلخ، وعلى الكتب المفردة لتأريخ هذه العلوم، أو لدراسة بعض الشخصيات اللغوية الكبرى، أو بعض الاتجاهات اللغوية. "انظر قائمة المراجع العربية في آخر الكتاب".

<<  <   >  >>