للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- الكتابة الصوتية ١:

يصطنع علم الأصوات اللغوية وسائل مختلفة لتحقيق غاياته، منها: استعانته ببعض الآلات. وقد عرضنا لهذا الجانب. ومنها: استعانته بنظام خاص من الرموز الكتابية.

أ- لما كان علم الأصوات اللغوية هو العلم الذي يحلل ويسجل الأصوات وغيرها من عناصر الكلام، واستعمالها وتوزيعها في الكلام المتصل، فقد وجد أنه لا بد له كي يسجل الأصوات الكلامية تسجيلا كتابيا لا غموض فيه، من استعمال ما يسمى في الاصطلاح "ألف باء صوتية" أو "أبجدية صوتية"٢. هذه الألف باء الصوتية عبارة عن مجموعة اصطلاحية من الرموز الكتابية تكون نظاما صالحا لتسجيل أصوات لغة من اللغات تسجيلا دقيقا، ويسمى تسجيل الكلام بهذه "الرموز" كتابة صوتية، والمبدأ العام الذي يراعى في الألف باء الصوتية هو تخصيص حرف واحد "ونريد "بالحرف" هنا الرمز الكتابي" ليس غير لكل "فونيم"٣، من فونيمات اللغة موضع الدرس. ولن نحاول الآن التفصيل في تعريف "الفونيم" فالكلام في هذا طويل متشعب، ولعلماء اللغة والأصوات اللغوية نظريات متعددة في تحديد المقصود به، وحسبنا هنا أن نقول إنه يلاحظ في دراسة أي لغة من اللغات أن مجموعة من الأصوات المتمايزة ينبغي اعتبارها كما لو كانت صوتا واحدا من وجهة نظر الكتابة، والنحو، والدلالة. ومثال ذلك أن صوت السين في كلمة "سلا" مختلف عن صوت السين في كلمة "سطا" وأن "الفتحة" التالية في الباء في كلمة "بطر" مختلفة عن صوت الفتحة التالية لصوت الباء في كلمة "برد" ومع ذلك فقد وجد، على أسس لغوية، أن الصوتين الأولين في المثالين الأولين "صوت" أو "فونيم" واحد، كما وجد أن من الملائم للأهداف اللغوية العملية اعتبار فتحتي "برد" و"بطر" كما لو كانتا صوتا واحدا. وإذا استمعنا إلى الكلمات الإنجليزية "Cool - Call - Keeps" لاحظنا أن مخرج صوت الكاف في الكلمة الأولى أمامي بالنسبة لصوت الكاف في الكلمتين الأخيرتين، أي


١ Phonetic Transcription.
٢ Phonetic Alphabet.
٣ phoneme.

<<  <   >  >>