٣- وواضح أن اللغات لا تسير على نمط واحد في التمييز بين الأسماء من حيث الجنس، فإذا كانت العربية لا تميز إلا بين مذكر ومؤنث، فالإغريقية تقابل المذكر بالمؤنث بـ"المحايد".
١- وإذا نظرنا إلى الأسماء العربية وجدنا أن منها ما لا يدل على تأنيثه أي علامة تصحبه، وأن منها ما يعين على تحديد جنسه علامة تلحقه هي تلك التي نسميها علامة التأنيث: كالهاء في "ثمرة" و"كلمة"، وألف التأنيث في "حبلى"، وألف التأنيث الممدودة في "زرقاء". ولكن هذه العلامات مع ذلك ليست علامات محددة بطريقة قاطعة، فليس كل اسم عربي ينتهي بالهاء مؤنثا، فـ"معاوية" علم على رجل، ونحن نقول:"قال معاوية" لا "قالت معاوية"، وليس كل اسم ينتهي بألف مقصورة مؤنثا فـ"الهوى" و"الجوى" مذكران. وما كل اسم مختوم بألف ممدودة يعامل معاملة المؤنث في لغتنا فـ"الهباء" و"الفناء" و"الغباء" كلمات مذكرة.
والاسم المذكر لا تصحبه علامة تحدد تذكيره فإن قلنا إن خلوه من علامة التأنيث هو نفسه علامة، ورد الاعتراض السابق وهو أن بعض الأسماء المذكرة تظهر فيها "علامات" هي من الناحية الشكلية نفس "العلامات" التي تظهر في بعض الأسماء المؤنثة. وحتى العلامات الإعرابية الخاصة التي تصحب بعض الأسماء المؤنثة، كالمنع من الصرف ليست مطردة، فإن منع "حمراء" مثلا من الصرف لا يكون إلا في حالتي عدم إضافتها، وعدم تعريفها بالألف واللام.
إن العلامات الشكلية التي تحدد تذكير الاسم أو تأنيثه في العربية تتحدد أساسا في "الإسناد" و"الصفة" فالذي يبين أن "السماء" مذكرة أو مؤنثة هو وصفها كأن نقول: "السماء الصافية" لا "الصافي". أو الإخبار عنها كأن نقول:"أمطرت السماء" لا "أمطر".
٢- والفرنسية الحديثة لا يحدد فيها تذكير الاسم أو تأنيثه علامة شكلية تلحق الاسم: إن الأداة والصفة اللتين تصحبان الاسم هما اللتان تختلفان