للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- ولكن ما "اللغة الأصلية"، أو "اللغة الوالدة"١ أو "الأم"١ كما تدعى أحيانا؟

إن الصورة "الأصلية" أو "النوع" الأصلي لأي مجموعة من اللغات ليس له وجود محسوس: فلا أحد يستطيع أن يتكلمها، ولا معرفة يقينية لنا -في أغلب الأحوال- بالشعب الذي كان يتكلمها، كما أن معرفتنا بالموطن الذي كان يقطنه ذلك الشعب معرفة تقريبية في معظم الأحوال.

والواقع أن هذا النوع من اللغة الذي ندعوه "الصورة الأصلية" أو "الأم" ذو أهمية لبناء اللغويين فـ"اللغة الأصلية" هي لغة ينشئها اللغوي من إعادة فرضية لبناء أصل لمجموعة مترابطة من اللغات، وهذا البناء يقوم على ربط "الأشكال" القديمة التي يتأكد منها مع أشكال أخرى فرضية.

وهكذا فالصور الأصلية "أو النوع الأصلي" لمجموعة من اللغات مجموعة "صناعية" وهي تخدم أغراض اللغوي.

٦- والواقع أن أهم نتيجة وأبرزها وصل إليها "النحو المقارن" "= الدراسة النحوية المقارنة" لأية مجموعة من اللغات، هي تقرير "صلة القرابة"٢ بينها.

١- ما طبيعة هذه "الصلة" وما مداها؟. إن أول ما نذكره في هذا الشأن هو أن "الصلة" "أو"القرابة" اللغوية لا تعني ولا تتضمن "توالدا" أو "أبوة" أو "أمومة" أو "خئولة أو عمومة" ... إلخ بالمعنى الفسيولوجي لهذه المصطلحات.

إن الذي يربط بين أمثال هذه اللغات التي تضمها "رابطة القربى" فيما يقال، هو استمرار تاريخي متميز، كهذا الاستمرار التاريخي الماثل بين اللاتينية والفرنسية، وهذه الصلة تختلف من حيث الدرجة بالنسبة لظروف كثيرة.

ويقال أحيانا إن هذه اللغة "مشتقة" من تلك؟ فما المقصود بهذا القول؟

إن الملاحظ في كل الجماعات الكلامية أنه لا يحدث في مرحلة من المراحل أن يتفق أو يصطلح جميع المتكلمين على "تغيير اللغة". معروف أن الفرنسية


١ Parent Language.
٢ Relationship.

<<  <   >  >>