هل نطالب المتكلمين بتحديث معاني ألفاظهم في الكلام؟
إن كثيرا من الشواهد التي سقناها يراعي أصحابها الدقة الكاملة ولم يحل هذا دون حدوث النزاع.
ولو أمكنت هذه المطالبة إلى حد ما في اللغة العلمية فكيف تتأتى الاستجابة لها في لغة الشعر مثلا؟
إن الشاعر يعتمد في صناعته اعتمادا كبيرا على قدرة الألفاظ على الايحاء والإثارة.
ولن يوجد الفن الشعري إلا مصحوبا بالخلاف في فهم ما يقصده الشاعر، ومن قديم "المعنى في بطن الشاعر" والحق أنه قد يكون كذلك وقد لا يكون.
وقد سئل كثير من كبار الشعراء عما يقصدون بقولهم فلم يوضحوا. وبعضهم وافق على أكثر من تفسير. إن للغة الشعرية طبيعة خاصة، وهي كما قلنا، تعتمد اعتمادا كبيرا على الألوان والظلال المختلفة التي تثيرها الكلمات.
ونرى، قبل أن نعرِّف بالاتجاهات السياسية في دراسة المعنى أن نعرف لما لا غنى عن التعريف به مما وصل إليه اللغويون المحدثون من بعض النتائج المستمدة من دراسة بعض المسائل الأساسية لفهم مشكلة "المعنى"، وذلك مثل "تحصيل المعنى"، وعملية "توصيل" الكلام و"تغيرات المعنى" إلخ.