للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلمية الموضوعية: وكل ما يقال فيه هو من قبيل الفروض التي لا تستند إلى أسس سليمة. فنشأة اللغة متصلة بنشأة الإنسان، أو بنشأة المجتمع الإنساني، وبالمخ الإنساني ونموه. وبأطوار الحياة الاجتماعية التي مر بها الإنسان، وبالحاجات والدوافع التي يحتمل أن تكون قد ألجأته إلى اصطناع هذا النظام وهو "اللغة"، إلى غير ذلك من أمور لا يزال ما نعرفه عنها من حقائق أو معلومات ضئيلا غاية الضآلة بحيث لا يمكن من تكوين رأي "علمي". ومن هنا كانت "النظريات" أو "الفروض" التي قدمها الباحثون في نشأة اللغة ضربا من "الميتافيزيقا". ولكن الأبحاث في نشأة اللغة في العصر الحديث لم تتوقف، وقد لخص "أوتو يسبرسن" في كتابه "اللغة ... " أشهر ما سبقه من نظريات في نشأة اللغة، وأتى بنظرية من عنده.

وظهرت بعد يسبرسن نظريات آخر.

ولكن علم اللغة يرجئ تقرير الحق العلمي في نشأة اللغة إلى أن يتم جلاء ما يكتنفه من غموض قد يكشف عنه تقدم علم الأجناس البشرية، وعلم الوراثة، وغيرهما من العلوم الإنسانية، ولو أن الأرجح أن تقدم هذه العلوم وسواها لن يمكننا آخر الأمر من معرفة الظروف التي نشأت فيها اللغة معرفة يقينة١.


١ انظر في "نشأة اللغة" تلك الخلاصة القيمة التي تتضمن نظريات صائبة، التي كتبها فندريس في كتابه "اللغة" "الترجمة العربية من ص٢٩ إلى ص٤٢".
١- وذلك الفصل الذي كتبه الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه "دلالة الألفاظ" باسم "نشأة اللغة" من ص٩ إلى ص٣٣ وفيه تبسيط للموضوع مع عرض آراء العرب فيه بالإضافة إلى آراء المحدثين، ولا سيما الآراء التي جدت بعد أن كتب "فندريس" كتابه.
٢- أما من أراد التوسع فعليه أن يرجع لكتاب الدكتور علي عبد الواحد وافي "نشأة اللغة عند الإنسان والطفل".
ومن المراجع الإنجليزية في هذا الشأن:
١- "الكتاب" الرابع عن "تطور اللغة" من مؤلف يسبرسن المشهور.
" ... Language"
ولا سيما الخاص بنشأة اللغة في كتاب:
The Origjin Of pp ٤١٢ ٤٤٢.
وقد أشار يسبرسن إلى أشهر من تناولوا هذا الموضوع حتى زمن كتابته مؤلفه.
٢- والفصل الخاص بنشأة اللغة في كتاب:
Sturtevant lntroduction To Linguistic Science.
٣- والمقال القيم الذي كتبه إميل بنفست عن "الاتصال الحيواني واللغة الإنسانية لغة النحل".
Emile Benveniste Animal Communication And Human Languge The Language of the Bees Diogenes Numer ١ pp ١-١٧

<<  <   >  >>