الكلامية إلى وحدات متمايزة بما لها من صلة بالمعنى، وكان هذا ما اصطلح على تسميته في علم اللغة "بنظرية الفونيم" وما يتصل بها من مفاهيم وتحليل، حيث يقوم التحليل فيها على تحديد القيم الخلافية والتقابلية في أصوات لغة من اللغات، ودراسة النظام الفنولوجي للغة وخصائصه تدخل عنده في صميم العلاقات البنيوية، ومن ثم فإن الفنولوجيا أو علم الأصوات اللغوية الوظيفي -كما ترجم المصطلح- هو المنوط به تحليل ودراسة هذه العلاقات البنيوية على المستوى الصوتي، ويرى أن الفصل بين علم الأصوات Phonetics وعلم الفنولوجي pho-nolngy لا يؤدي بالضرورة إلى اعتبار كل واحد منهما علما مستقلا، ويذهب إلى أن دراسة الظواهر الصوتية والفسيولوجية الخاصة بالكلام الإنساني ينبغي أن تسير موازية للدراسة الفنولوجية، وأن الفصل بين العلمين هو لون من العبث؛ إذ إن كلا منهما يعتمد على الآخر، وهي نظرة انفرد بها الدكتور السعران، وهي عكس ما نادت به "مدرسة براج" من الفصل بين علم الأصوات من حيث هو علم طبيعي وعلم الفنولوجيا من حيث هو علم لغوي.
ومن التحليل الفنولوجي ينتقل إلى التحليل النحوي، ويرى أن ذلك يتم من خلال موضوعين منفصلين ومتصلين في آن واحد، وهما:
١- المورفولوجيا Morphology.
٢- النظم Syntax.
وهذا التناول عنده يتم بناء على أصول، ومفاهيم شكلية؛ لأن كل لغة تعرض المعاني بطرق خاصة، ونحن نتلقى هذه المعاني مرتبة بالترتيب الذي يقدمه لنا الكلام، أي في الصور والأشكال اللفظية التي يظهر بها الكلام، ومن أهم صفات التحليل النحوي لهذه الأشكال النطقية، أن يستبعد عالم اللغة الأصول الفلسفية القديمة في التحليل، كما يستبعد التقديرات الفعلية وما يتصل بها من تأويل وتفسير، ومن ثم فإن أهم ما يوصف به التحليل النحوي أن يكون شكليا أو صوريا؛ لأن هدفه هو الصور اللفظية وتصنيفها وتوزيعها على أسس معينة، ثم نضيف العلاقات الناشئة بين الوحدات اللغوية داخل الجملة، وهذا هو رأي مدرسة التحليل، إلى المكونات المباشرة LC Analysis أو مدرسة بلومفيلد التي كانت مهيمنة إلى حد ما على الفكر اللغوي آنذاك، غير أن الدكتور السعران يرى أن هذا