للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

phoneenta. أما العرب فهم، وإن أدركوا أساس هذا التقسيم، إلا أنهم لم يطلقوا على كل قسم اسما يعرف به.

ويلاحظ أن اليونان والهنود جميعا قد عرفوا "الصامت" بأنه الصوت الذي لا يتأتى نطقه دون "صائت"، أي أنه "غير مستقل"، بل معتمد على غيره. وعرفوا "الصائت" بأنه الصوت الذي يمكن نطقه وحده فهو مستقل، وهذا التعريف، وإن كان صادقا على أصوات اللغة اليونانية، وعلى أصوات اللغة السنسكريتية، إلا أنه لا يصلح أساسًا عامًّا تصنف بمقتضاه أصوات اللغات جميعا، ففي بعض اللغات كلمات مكونة من صامت واحد، أو صامتين، أو من صامت، وذلك مثل "f" في التشيكوسلوفاكية فهي كلمة، مثل "tz" في الصينية، ومثل "Krk" في اللغة الكرواتية.

٣- وقد صنف كل من اليونان والرومان والهنود والعرب أصوات لغتهم حسب "موضع النطق"١ أو حسب "المخارج" إذا استعملنا المصطلح العربي القديم. ولكن تصنيف اليونان وتصنيف الرومان يقومان على ملاحظة الآثار السمعية للأصوات. لا على أسس فسيولوجية كالتصنيفين الهندي والعربي. فالتصنيفان اليوناني والروماني تنقصهما الدقة الواجبة في هذا المجال، أما التصنيفان الهندي والعربي فيقومان على فحص وظائف أعضاء النطق، وعلى تحديد مواضعها بالنسبة لكل صوت، وعلى درجة اتصالها. إلخ.

وثمة تشابه كبير بين تصنيف الهنود لأصوات السنسكريتية حسب "المخارج" وبين تصنيف العرب لأصوات العربية على هذا الأساس، ومعروف أن التصنيف الهندي أقدم كثيرا من التصنيف العربي. ومن مظاهر التشابه أن الهنود يرتبون الأصوات ابتداء من أقصاها في الحلق إلى الشفتين ثم يذكرون الأصوات الأنفية، وهذا الترتيب هو الذي نجده عند الخليل بن أحمد الفراهيدي، وعند سيبويه، وهو الذي سار عليه المؤلفون العرب من بعد.

٤- وقد أثر عن كل من اليونان والرومان والهنود والعرب تصنيف لأصوات لغتهم حسب "طريقة النطق"٢ على خلاف بينها في التفصيلات وفي الأسس التي يقوم عليها كل منها.


١ place Of articultion.
٢ Manner Of articulation.

<<  <   >  >>