للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعلم الأصوات اللغوية إذن يقنع من العمل الضخم، ألا وهو دراسة "الكلام"، بدراسة الصوت الحي للإنسان وهو يؤدي نشاطه اللغوي، بجانب جد ضئيل هو تحليل السلسلة الكلامية إلى العناصر التي يمكن تجريديها، ثم وصف الطريقة التي يتكون بها كل عنصر من هذه العناصر، وبيان كيفية انتقالها في الهواء، وذكر خصائصها المميزة لها ثم تصنيفها على أسس معينة. ومن هنا كان هذا العلم ذا أهمية جوهرية بالنسبة لسائر فروع علم اللغة، إنه حجر الأساس بالنسبة لأي دراسة لغوية أخرى كالنحو، أو النحو المقارن، أو دراسة المعنى١.

٣- هذا العلم يستعين في بعض جوانب دراسته بمعلومات يستمدها من علوم أخرى، كما أنه يستخدم وسائل خاصة به. فهو في وصف جهاز النطق الإنساني يعول على علم التشريح، ولكنه يكتفي من ذلك بالقدر الذي يراه صالحا للوفاء بأغراضه، فالتفصيلات الكثيرة في وصف الأعضاء يستغني عنها هذا العلم عندما تكون غير ذات دلالة بالنسبة إليه. هذا الوصف لجهاز النطق الإنساني من أول ما يبدأ به هذا العلم؛ لأنه يبين لنا إمكانيات كل عضو، وما ينتج عن العلاقات والارتباطات المختلفة بين الأعضاء المختلفة.

وقد ذكرنا أن دراسة انتقال الأصوات في الهواء تعتمد اعتمادا كبيرا على علم الطبيعة "الفيزيقا، الفيزياء".

ومن الوسائل الهامة التي يلجأ إليها علم الأصوات اللغوية ما يعرف "بالدراسة الصوتية التجريبية"٢ أو "الآلية"٣ وما يعرف بـ"الكتابة الصوتية"٤.

٤- ونرى قبل أن نتحدث عن هاتين الوسيلتين أن نعرض رءوس الموضوعات التي يتناولها علم الأصوات اللغوية. أكثر المختصرات الحديثة في هذا العلم تبدأ بمقدمة في تعريف "الكلام"، وفي بيان الفرق بين "الكلمة الملفوظة"٥ و"الكلمة المكتوبة"٦ وقد تتحدث عن "الكتابة الصوتية" وعن الدراسة "الصوتية التجريبية". ثم تأخذ في وصف جهاز النطق الإنساني، وبعدها تنتقل إلى "تصنيف


١ انظر في هذه الفقرة: Firth: Tongues of Men pp ٣١-٣٢.
٢ Experimental phonetics.
٣ lntsrumental phonetics.
٤ phonetic Transcrption.
٥ Spoken Word.
٦ Written Word.

<<  <   >  >>