للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- ومن الآلات الأخرى -وأكثر استعمالها للتوضيح والتدريس لا للدراسة- آلة شيندلر وهوير١، نسبة إلى صانعيها الألمانيين وهما في جوتنجن Gotting - en وهذه الآلة مفيدة لتوضيح بعض خواص الأصوات "الصائتة". فالصفات المميزة للصوائت تعتمد على شكل الممر المفتوح فوق الحنجرة، هذا الممر الذي يكون فراغا رنانا يغير نوع الصوت الحادث عن ذبذبة الوترين الصوتيين.

هذه الآلة تتكون من فراغ رنان أسطواني الشكل، وهذا الفراغ الرنان مفتوح من أحد طرفيه، وهو مجهز بكابس٢ له مقبض يخرج من الفراغ الرنان الأسطواني. وكلا الكابس والمقبض مجوف. الكابس لسان يشبه لسان مبسم المزمار، فإذا نفخ في المقبض من طرفه الخارجي فإنه يحدث عن "اللسان"٣ صوت موسيقى ذو درجة٤ خاصة. ونوع هذا الصوت يتوقف على طول جزء "الفراغ الرنان"٥ الواقع خلف الكابس مباشرة، فبتغيير وضع الكابس نحصل على أصوات ذات أنواع متمايزة. وقد لوحظ أن بعض الأصوات الناتجة عن استعمال هذه الآلة تشبه إلى حد كبير بعض الصوائت المشهورة.

وواضح أنه يمكن اتخاذ الناي والمزمار للوفاء بالغرض الذي تؤديه هذه الآلة. فمعروف أن المزمار العادي، تختلف الأصوات أو "النغمات" الصادرة عنه لجملة أسباب منها اختلاف وضع الأصابع على الثقوب؛ وذلك لأن الأوضاع المختلفة للأصابع على الثقوب تكبر أو تصغر من حجم الفراغ الرنان. فإذا نفخنا في المزمار وكان الفراغ الرنان كبيرا نتج صوت ذو طبيعة مخالفة لطبيعة الصوت الحادث لو نفخنا بنفس القوة وكان حجم الفراغ الرنان أكبر أو أصغر.

هذه الآلات التي تحدثنا عنها آلات أولية، وهي أصلح للتدريس والبيان لا للبحث والدراسة.

٤- ولكن من أهم ما يعتمد عليه علم الأصوات في الدرس، وما قد يكمل ملاحظة الأذن والعين، ما يعرف "بالبلاتوجرافيا" أي طريقة "الأحناك الصناعية"٦.


١ Spindler Hoyer.
٢ Piston.
٣ Reed.
٤ Pitch.
٥ Resonacce chambre.
٦ Palatography.

<<  <   >  >>