ومن "الخط الرومي" الذي وضعه سويت نبتت "ألف باء الجمعية الصوتية الدولية" وهذه الألف باء تتكون من الرموز اللاتينية، وبعض الحروف اليونانية مع عدد من الحروف المصنوعة، وعدد قليل من "العلامات المميزة"١ التي تضاف إلى بعض الحروف. والمبدأ الذي تقوم عليه هذه الألف باء من حيث القيم الصوتية للحروف هو استعمال الحروف العادية لتدل على قيم تقرب من تلك التي تنسب إليها في بعض اللغات الأوروبية الرئيسية، وذلك مثل V. p. t ... إلخ، وإدخال علامات صناعية على بعض الحروف اللاتينية لتمثل فونيمات غير موجودة في اللغات الأوروبية "وذلك كالحرف الذي يمثل الصاد" أو استعمال "العلامات المميزة" لتأدية نفس الغرض، كما تستعمل بعض العلامات المضافة إلى الحروف للدلالة على خصائص بعض الأوات في بعض السياقات الصوتية، كالغنة التي تصحب صوتا صائتا في مواضع ولا تصحبه في سائر المواضع التي يقع فيها.
ومعروف أن "الألف باء الصوتية الدولية" لم تضع رموزا لكتابة اللغات الأوروبية وحدها بل وضعت رموزا يتيسر استخدامها بشيء من المرونة والتعديل عند كتابة أصوات أي لغة من اللغات. فقد حصر العلماء الذين قاموا على وضعها جميع الأنواع الصوتية الرئيسية في اللغات المعروفة على سطح الأرض، ورمزوا لكل نوع برمز خاص، أو على الأقل وضعوا إمكانيات الرمز لكل نوع برمز خاص. فكل رمز من رموز هذه الألف باء ليس "صوتا" أو ممثلا لصوت، إنه يمثل "نوعا" صوتيا، فمثلا صوت الباء "P" مستعمل في الإنجليزية والفرنسية كلتيهما، ولكن هذا الصوت في الإنجليزية يختلف عنه في الفرنسية، فهو في الإنجليزية يتبعه نفس شديد، أما في الفرنسية فلا يصحبه هذا النفس. فرمز الـ"p" في هذه الألف باء يمثل نوعا صوتيا عاما يمكن أن يكيفه الدارس فيعطيه بذلك دلالة خاصة، لو كان يدرس الإنجليزية وحدها لاستعمله كما هو لأنه في تعريفه هذا الرمز سيفهم منه أنه يمثل صوتا انفجاريا شفويا مهموسا مصحوبا بنفس، ولو كان يدرس الفرنسية وحدها لاستعمله كما هو؛ لأن تعريفه لهذا الرمز يدل على أنه يمثل صوتا غير مصحوب بنفس. أما لو أراد الدارس النص كتابة على الفارق بين هذين الصوتين لمثل الصوت الإنجليزية بـ"ph" مثلا، ودل على الفرنسي "p" وحده.