للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثلاث كلمة من حيث المعنى. وكثيرا ما نجد أن العبارة الواحدة تدل على التقرير، وباختلاف نغماتها تدل على الاستفهام، وبنطقها على نغمات أخرى تدل على التعجب وهكذا. وثمة لغات كاليابانية والصينية وبعض لغات أواسط إفريقيا يكثر استعمال التنغيم فيها استعمالا وظيفيا للتفريق بين المعاني. "انظر فيما يلي شيئا من التعريف بـ"الفونيم" تحت الفصل المسمى "الفونولوجيا".

٣- وعلم الأصوات اللغوية لا يقتصر على خدمة الدراسة اللغوية "الوصفية" أي لا يقتصر على وصف الأصوات والأنظمة الصوتية الخاصة بلغة ما في فترة معينة من تاريخها. بل يخدم الدراسة اللغوية "التاريخية"١ والدراسة اللغوية "المقارنة"٢ كذلك، فهو يقارن بين أصوات لغة معينة في فترة معينة وبين أصوات نفس اللغة في فترة أخرى من فترات تطورها بعد دراستها في هذه الفترة دراسة وصفية، أو بينها وبين أصوات لغة أخرى في عصر خاص من عصور تطورها. إنه لا سبيل إلى قيام "فقه اللغة المقارن"، أو "النحو المقارن"٣ دون الاعتماد على الأساس الصوتي، فهذا الجانب من الدراسة اللغوية يظهرنا على التغيرات التي تطرأ على أصوات معينة في لغات متقاربة، ويصل من ذلك إلى شبه "قوانين" تعرف "بالقوانين الصوتية" وإن لم تتصف هذه "القوانين" بما تتصف به القوانين الخاصة بالعلوم التطبيقية من حتمية وجبرية.

٤- وإذا كان علم الأصوات اللغوية ضروريا للشروع في تقرير الحقائق اللغوية للغة من اللغات كما قدمنا، فإنه يعين كذلك في وضع أبجديات دقيقة للغات التي ليس لها كتابات حتى الآن، ويعين في إصلاح الأبجديات التقليدية لتكون أدق تمثيلا للنطق.

ولا غنى للمعاجم عن الاستعانة بالثقافة الصوتية اللغوية، فالمفروض أن واجب المعاجم لا يقتصر على تبيان معاني "المفردات"، وتطور هذه المعاني، بل يتعداه إلى تمثيل نطق هذه المفردات، وهذا لا يكون إلا باصطناع نظام من الرموز الكتابية يكون أدق تمثيلا للنطق من الأبجدية التقليدية.


١ Historical.
٢ Comparative.
٣ Comparative Grammar.

<<  <   >  >>